مقالات

العلاقات الدولية يعقد لقاء حول صورة القضية الفلسطينية في المجتمع الأمريكي ودور الاعلام في تشكيلها

عقد مجلس العلاقات الدولية صباح أمس بالتعاون مع قسم الصحافة والاعلام في الجامعة الإسلامية بغزة لقاءً حوارياً تحت عنوان ” صورة القضية الفلسطينية في المجتمع الأمريكي ودور الاعلام في تشكيلها”.

واستضاف اللقاء كل من الدكتور أحمد يوسف رئيس معهد بيت الحكمة والناشطة والكاتبة الأمريكية أليسون واير مؤسسة موقع “لو عرف الأمريكان”.

بدوره، تحدث الدكتور أبو نقيرة حول أهمية الصورة النمطية في تشكيل صورة الشعوب السائدة وتكوين الآراء تجاه الرأي العام، مبيناً أن من الأدوات الفعالة في تكوين الصورة والتأثير في الرأي العالمي وسائل الإعلام.

من جانبه، أكد الدكتور نعيم أن المساهمة في إيصال صورة القضية الفلسطينية، وتشكيل قنوات اتصال للعالم الغربي، من واجبات مجلس العلاقات الدولية، ونوه إلى أن أنشطة المجلس المتعددة والتي تتضمن إصدارات، ومجلات متنوعة تخدم القضية الفلسطينية.

وفي مداخلته، قال الدكتور يوسف في مداخلته بأن الاعلام الأمريكي هو اعلام متسع ومنتشر في كل أصقاع الأرض وهو في تزايد مستمر حتى تستطيع الولايات المتحدة التأثير في الرأي العام وهي دولة استثمر فيها “إسرائيل” مبكراً ونقلوا امكانياتهم إليها لتشكيل الرأي العام فيها.

وعرج الدكتور يوسف لاستراتيجية الاحتلال في استغلال الاعلام في أمريكا لتشكيل الرأي العام في الوقت الذي يهمل فيه القادة العرب والمسلمون الرأي العام الغربي ويهتمون فقط بالرأي العام المحلي.

وقال يوسف بأن الاحتلال عمل على ثلاثة جبهات أولها تشكيل المركز الإعلامي الحكومي التابع لرئيس الوزراء وهو المسؤول عن استقبال الصحفيين ووسائل الاعلام الخارجية لغسيل أدمغتهم فيما يتعلق بالشعب الفلسطيني وخلق انطباع لديهم عن طبيعة الصراع.

أما الاستراتيجية الثانية هي استهداف الصحفيين العاملين داخل الولايات المتحدة ورصدهم وارسال مواد إعلامية يومية إليهم لنشرها كي تكون المادة الأولية بنشرها فيما يتعلق بالأحداث الدائرة، وهذا هو ما يخلق عدم توازن في تناول الصراع.

أما الاستراتيجية الثالثة هي المتابعة والرصد والملاحقة، وهي استراتيجية نشأت مع نشأة وسائل التواصل الاجتماعي. فقاموا بتجنيد جنود الكترونيين لرصد ما يُكتب في الصحافة الغربية والتعليق عليها وتقديم وجهة نظره للصحيفة، بالإضافة إلى تجنيد طلاب الجامعات للعمل من بيوتهم مع إعطائهم قاموس خاص بالقضايا المتعلقة بالصراع مقابل مبالغ مالية تُمنح لهم.

وأشار يوسف إلى أن حالة الانقسام الفلسطيني أدت إلى اصطفاف المؤسسات الإعلامية الفلسطينية إلى أحزاب مختلفة ذات أجندات تخدم هذه الأحزاب، ونتيجة لذلك ضاعت القضية المركزية في سياق هذه الاهتمامات المتعددة.

ودعا يوسف نقابة الصحفيين لتوحيد المؤسسات الإعلامية للخروج بإعلام مركزي موجه لتحديد المطلوب في المراحل المختلفة، ودعا إلى دعم هذه الجهود لخدمة رسالة القضية الفلسطينية.

ودعا أيضا لتوظيف الطلاب الجامعيين ذوي التخصصات اللغوية المختلفة للعمل في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومخاطبة الرأي العام العالمي.

 من جانبها قالت الناشطة الأمريكية أليسون في مداخلتها عبر الانترنت بأن جهود فريقها ساهمت في تزويد الجمهور الأمريكي بالإحصاءات والمعلومات حول القضية الفلسطينية لمحاولة التأثير في الرأي العام الأمريكي.

وقالت واير بأنهم خلصوا من خلال دراسة قاموا بها بأن الاعلام الأمريكي يتناول قضية أطفال الاحتلال أكثر بأربعة عشر مرة من تناول قضية الأطفال الفلسطينيين.

وقالت بأن الاسوشييتد برس تغطي الأخبار الإسرائيلية بوتيرة أكبر وتغطي الوفيات الإسرائيلية أكبر من تغطية وفيات الفلسطينيين، ودائما يكون سياق الأخبار مفقود وتفتقد في تقاريرها كلمة “احتلال” وهي السبب الرئيس لمعاناة الشعب الفلسطيني.

وقالت بان تغطية الاعلام الأمريكي غير دقيقة وتشوه الحالة الفلسطينية، فدائما ما يتم تصوير الشعب الفلسطيني بأنهم عنيفين ومتهورين ويتم تأطير أفعال الشعب الفلسطيني بأنهم ضحايا أفعالهم الذاتية.

وذكرت واير بأن هناك حالات يتم الإشارة لمقتل الفلسطينيين في “اشتباك” وهي كلمة مضللة تشير بأن هناك طرفين متساويين، وغض النظر عن وجود احتلال وضحية، مشيرة إلى أن أفلام هوليود فتصور الفلسطينيين بالإرهابيين وتصوير الاحتلال بشكل إيجابي.

وعن كيفية تعديل هذه الصورة في الاعلام الأمريكي عن الشعب الفلسطيني، قالت واير بأن الاستراتيجيون الإسرائيليون استغلوا حالة الإعلام الأمريكي هذه وصورا جرائهم بأنها دفاع عن النفس، فعلى سبيل المثال الإعلام الأمريكي يذكر الفعل الفلسطيني مثل إطلاق الصواريخ مثلا بدون الإشارة إلى الفعل الإسرائيلي المسبق الذي أدى لهذا الفعل.

وأكدت واير على أن تعديل الصورة النمطية، والدفاع عن القضية يكون من خلال استخدام القلم، والهواتف الذكية، والحاسوب ونقل صور الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوحيد جهود الجميع، والتواصل المباشر مع الشعب الأمريكي، للتأثير الفعال عليهم

خلال يومٍ دراسي نظمه مجلس العلاقات الدولية والجامعة الإسلامية .. دعوات إلى تعزيز الخطاب الإعلامي الموجه للغرب

غزة- اللجنة الإعلامية:

دعا أكاديميون وباحثون ومختصون على ضرورة بلورة خطاب إعلامي فلسطيني موجه للغرب، مؤكدين على ضرورة تعزيز وتطوير الخطاب الموجه بكافة الوسائل والطرق والتي من شأنها أن تعزز الرواية الفلسطينية وتحشد التأييد الغربي لنصرتها.

وبيّن هؤلاء خلال يومٍ دراسي عقده مجلس العلاقات الدولية بالتعاون مع قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية بمقر الأخيرة، ضعف الخطاب الموجه للغرب، لافتين إلى أن هناك جهوداً تبذل لمحاولة تحسينه.

وأوصوا بضرورة تسليط الضوء على القصص الإنسانية التي من شأنها أن تجلب الدعم الدولي وتركز على الجانب الإنساني، منوهين إلى أهمية الصور الصحفية وما أحدثته من تعاطف دولي خلال فترات الحروب التي شهدها قطاع غزة.

بدوره، أكد رئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية الدكتور طلعت عيسى على أهمية الخطاب الإعلامي الموجه ودوره في تشكيل وتعبئة الرأي العام، مطالباً بضرورة تحسينه وتطويره بشكل يضمن نقل الرواية الفلسطينية بالطرق السليمة.

وأشار خلال كلمته الافتتاحية إلى ضرورة استخدام وبلورة المصطلحات السياسية التي من شأنها أن تعكس الوقائع التي تجري على الأراضي الفلسطينية.

من جهته، أكد رئيس مجلس العلاقات الدولية الدكتور باسم نعيم على أهمية الوقوف عند حدود الخطاب الإعلامي الفلسطيني الموجه للعالم بشكل عام وللغرب على وجه الخصوص ومسئولية التقصير الحاصل، والانطلاق نحو تعزيزه من خلال معرفة الفجوات وتقليصها.

من ناحية أخرى، أوضح الباحث محمد المغير أن فلسطين تعاني من أزمة قرار، داعياً إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني لتوجيه رسالة موحدة للمجتمع الغربي.

ودعا المغير في ورقته التي قيم فيها الخطاب الفلسطيني نحو الغرب لإنشاء كلية إعلام باللغة الإنجليزية، وإعداد متحدثين باللغة الإنجليزية، ولغات أخرى، من أجل إيصال رسالتنا للغرب ومناقشتهم بكل ما ينشر لتصحيح المفاهيم.

من ناحيته، أوضح الخبير الاعلامي حسام شاكر في مشاركته من دولة النمسا عبر اتصال سكاي بي، حول “صورة الفلسطيني في الإعلام الغربي”، أن صورة الفلسطيني في وسائل الإعلام الغربية تبدلت وتطورت، منذ انطلاق المشروع الصهيوني عام 1897م إلى اليوم.

وقال: “المعرفة بوجود الإنسان الفلسطيني تحققت وتحولت دعاية الاحتلال من إنكار وجوده إلى محاولة طمسه”، مشيرا إلى أن تطور تغطيات الغرب الإعلامية صاحبها بعض التحيزات التي تلوم الضحية الفلسطيني وذلك بسبب تعدد خطابات الساحة الفلسطينية.

ولفت إلى وجود تحديات تواجه صورة الفلسطيني منها أزمة الخطاب وقصوره النسبي، والتصنيف الثقافي للفلسطيني على أنه أصولي متطرف إسلامي، مشيرا إلى أن الحل يكمن في الأنسنة وإبراز المشترك الإنساني، وإعادة تعريف القضية قيميا، مع مواصلة فضح جرائم الاحتلال، والسعي إلى تطوير الخطاب الفلسطيني وتفعيل حضوره.

من جهته، أكد الدكتور مشير عامر المختص في الإعلام الغربي وتحليل الخطاب على أن اللغة الإعلامية مهمة جدا لتشكيل وعي عالمي موجه نحو الغرب، مشيرا إلى أن لغة الخطاب الغربي تقوم على أنسنة إسرائيل ووضعها مكان الضحية والدفاع عن النفس.

وقال إن “واقع الإعلام الغربي يتساوق مع الدعاية الصهيونية ضد ما يسمى الإرهاب الفلسطيني، وأن أي نقد لها يدخل تحت معاداة السامية، وذلك بسبب غياب الرواية الفلسطينية”.

ولفت عامر إلى أن الإعلام الفلسطيني يعاني من غياب استراتيجية إعلامية واضحة وموحدة، ومحدودية وسائل الإعلام الموجهة للغرب بسبب ارتباط المعالجات الإعلامية بالأجندة السياسية.

وأوضح أن الحل يكمن عن طريق مراعاة لغة الخطاب ودلالات مفرداته وكسر هيمنة المصطلحات الإسرائيلية للوصول إلى عالمية الرسالة الإعلامية المتسقة داخليا وخارجيا.

من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة موندو وايز الأمريكية فيليب وايز عبر اتصال سكاي بي: “يملك الأمريكيون ديمقراطية تسمح لهم بالكتابة في أي أمر يريدونه، لكن هذا الأمر يتوقف عند الحديث عن فلسطين، بسبب اللوبي الصهيوني الذي يعاقب كل من يتحدث في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.

وتابع: “هناك تغير يحدث في المجتمع الأمريكي بسبب الصمود الفلسطيني لمدة سبعة عقود، وكذلك قوة الانترنت التي تسمح للصحفيين بتجاوز الرقابة الأمريكية”، مضيفا: “هناك تغيرات وتشققات في المجتمع اليهودي، كثير من الشبان اليهود ما عادوا يهتمون لإسرائيل وبدأوا بفتح عيونهم لما يحدث في فلسطين”.

وأشار وايز إلى أن قضية فلسطين بدأت تأخذ زخما وانتشارا بين الشباب الذين بدأوا باكتشاف أن الفلسطيني مضطهد وتعرض لاحتلال ونكبة وتطهير عرقي، قائلا: “هذا يحدث ببطء ولكن ستحدث موجة فيما بعد وسيشعر المجتمع الأمريكي بالعار لعدم مساعدتهم الفلسطيني وسيلومون الحكومة”.

بدوره، أوضح الصحفي الأمريكي دان كوهين، كيف أن الإعلام الأمريكي تناقل صور من الحرب على غزة عام 2014، أظهرت بشكل واضح إشكالية في الخطاب الإعلامي الأمريكي.

وقال: “مثالا لذلك، لاحظنا وجود تناقض في الصور التي استخدمتها وسائل الإعلام لجنازة فلسطينيين وإسرائيليين، وإظهار الدموع والحزن في جنازة الإسرائيلي، بينما إظهار صورة ملتقطة من الأعلى لجنازة الفلسطيني توضح الغضب وطغيان الأحزاب”، مشيرا إلى أن ذلك يخدم الدعاية الإسرائيلية وفكرة أن الفلسطينيين يحبون الموت ولا يكترثون به، على عكس الإسرائيليين الذين يحبون الحياة.

وتابع كوهين: “لا نصل للإعلام السائد للأسف، أنا أظهرت صورة لمهرجان من الشجاعية وأحدثت ضجة، لكنها لم تحظى بتغطية الإعلام الرسمي والسائد الذي يتعامل بانتقائية كبيرة فيما يتعلق بما يحدث في غزة”.

وفي السياق، أكد المصور محمد البابا أن الصورة الفوتوغرافية تجاوزت حد الإخبار والإعلام، وأصبحت تشكل رأي ومفاهيم، لذلك هناك مختصون يحددون بالضبط الصورة التي يريدونها.

ودعا لتنفيذ مشاريع فوتوغرافية تغير النمط السائد، من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي.

من ناحيته، دعا الباحث والأكاديمي الدكتور رفعت العرعير إلى المصداقية في نشر العناصر التي تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، مبيناً أن الهدف الأساسي من النشر هو إيصال صورة حقيقية للحدث لتجنب الطعن وعدم المصداقية، مع مراعاة الاحتفاظ بحق الناشر الأصلي في إبراز اسمه عند النقل.

وأكد على ضرورة الأصالة والتميز في المحتوى المنشور، وضرورة التشبيك والتعاون بين المجموعات المختلفة للنشر بشكل وبصورة أوسع، داعياً رواد الشبكات إلى ضرورة التعاون وتجنب الجدال واستخدام أوسمة (هاشتاجات) قريبة عن القضية لتلامي وتنقل الوقائع ولا تزعج الأخرين.

IMG_0345 IMG_0390 IMG_0397 IMG_0450 IMG_0485IMG_0693 IMG_0523 IMG_0540 IMG_0596 IMG_0612 IMG_0619 IMG_0662 IMG_0668