العلاقات الدولية: رحيل كوفمان خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني

أبدى مجلس العلاقات الدولية – فلسطين حزنه الشديد على وفاة المناضل السير “جيرالد كوفمان” عضو مجلس العموم البريطاني، وعدّ وفاته خسارة كبيرة لمناصري الحق الفلسطيني في بريطانيا بشكل خاص وأوروبا بشكل عام.

واعتبر المجلس في بيان صدر عنه اليوم الاثنين بأن شخصية السير “جيرالد كوفمان” عضو مجلس العموم البريطاني، كانت من الشخصيات الحقوقية المهمة، التي ناصرت القضية الفلسطينية، وعملت على إبراز الاضطهاد والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون على مدار سنوات الاحتلال الإسرائيلي، وأوصل رسالة للعالم من خلال نشاطاته ورسالة السلام، أن الاحتلال الإسرائيلي قائم على العنصرية.

وأضاف المجلس أنه مع وفاة المتضامن اليهودي “جيرالد كوفمان”، لا يجب أن يخمد صوته ونضاله، ولا بد أن تستمر رسالته، وأن تبقى الإنسانية العادلة صاحبة الحق التي كان ينادي بها، مستمرة  في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين المكفولة في كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

وكان النائب العمالي اليهودي المخضرم جيرالد كوفمان قد توفي، عن عمر يناهز الـ86 عاما، وعرف النائب، الذي بدأ حياته السياسية مؤيدا للصهيونية، بمواقفه المؤيدة للمعاناة الفلسطينية.

“إسرائيل” تعرض زيارتها على 26 نجماً بهوليود.. جميعهم رفضوا

عرضت إسرائيل العام الماضي على عدد من النجوم الكبار في هوليوود، من بينهم ليوناردو دي كابريو ومات ديمون وغيرهم، رحلات فاخرة مجانية إلى الدولة العبرية، لكن أحدا من هؤلاء لم يلبّ الدعوة حتى الساعة.ويعتبر نشطاء مؤيّدون للفلسطينيين أنهم حقّقوا انتصارا، إذ يبدو أنّ النجوم ال26 الذي رشّحوا لنيل الأوسكار العام الماضي، لم يوافقوا على القيام بالرحلة التي تشمل جولات خاصة وتُقدّر كُلفتها ب55 ألف دولار أميركي.

وبحسب تقرير نشرته الوكالة الفرنسية 24 ، كان عرض الرحلة إلى إسرائيل جزءا من مجموعة من الهدايا التي قدّمتها شركة تسويق، خلال حفل الأوسكار العام الماضي، وتبلغ قيمة كل هدية 200 ألف دولار تضم الرحلة وهدايا أخرى، مثل ورق حمام باهظ الثمن، ما أثار ردود فعل غاضبة.

واتهمت منظّمات مؤيّدة للفلسطينيين إسرائيل بمحاولة استغلال المشاهير لضمان تغطية إعلامية إيجابية من أجل التقليل من أثر ما تقوم به من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وقبل أيام من حفل الأوسكار المقبل في 26 شباط/فبراير، لا يبدو أن أيّا من المرشّحين للأوسكار العام الماضي، قام بزيارة إسرائيل.

وأوضحت الشركة صاحبة الفكرة، أن نجمة فيلم “ذا هانغر جيمز” الأميركية، جنيفير لورانس، أرسلت والديها بدلا منها للقيام بالزيارة.

ويقول يوسف منير، من “الحملة الأميركية لحقوق الفلسطينيين” التي قادت حملة إعلامية ضد زيارة نجوم هوليوود مع منظمة “جويش فويس فور بيس، Jewish Voice for Peace” (الصوت اليهودي من أجل السلام) الأميركية، “هذا نجاح. أنا سعيد للغاية أنه لا يوجد أيّ دليل أنهم ذهبوا (الى إسرائيل). أعتقد أنه من الواضح أن هدف استغلال الممثّلين لتجميل صورة إسرائيل قد فشل”.

ورفضت وزارة السياحة الإسرائيلية التعليق على ذلك أو تأكيد أسماء النجوم الذين قبلوا العرض.

“قيمة هائلة”

وقبل أن يحصد ليوناردو دي كابريو جائزة أفضل ممثّل عن فيلم “ذي ريفننت، The Revenent” العام الماضي، أعلنت وزارة السياحة الإسرائيلية أن المرشّحين في خمس فئات في الأوسكار، بالإضافة إلى مقدّم الحفل كريس روك، سيحصلون على رحلات خاصة بهم تشمل السفر في الدّرجة الأولى والنزول في فنادق فاخرة.

وأعلن مسؤولون اسرائيليون وقتها أنهم يرغبون في إظهار “صورة إسرائيل الحقيقية”.

وقال المدير العام لوزارة السياحية الإسرائيلية عمير هاليفي لوكالة فرانس برس في حينه “لكلّ واحد من هؤلاء المشاهير ملايين المتتبّعين. كل مشهور قد يأتي لزيارتنا بإمكانه نشر صورة ذاتية له من مكان ما عبر الانترنت ولهذا الأمر قيمة هائلة”.

وقام نشطاء مؤيّدون للفلسطينيين في الولايات المتحدة بوضع إعلانات في صحيفة “لوس انجلوس تايمز” تحثّ الممثّلين على عدم القيام بالزيارة.

ثم قام النشطاء بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام العادية. ويقول منير إن لا دليل “حتى الآن” بأن أيّا منهم زار إسرائيل.

ويقول سام جي من موقع “اكسبلور ايزرائيل دوت كوم” التي قدّمت الفكرة، ان جنيفر لورانس قدّمت الرحلة لوالديها كهدية عيد ميلاد، وقدما إلى إسرائيل.

وكان الممثل مارك ريلانس الذي حاز على جائزة أفضل ممثل مساعد، والمنتقد لسياسات إسرائيل، أكد لوكالة فرانس برس العام الماضي أنه لن يقوم بزيارة الدولة العبرية.

وتقول المتحدّثة باسم “الصوت اليهودي للسلام”، جارانتي سوسنوف، إنّ هذا الموقف يأتي في اطار حملة واسعة للمقاطعة الثقافية.

وتضيف “أثارت حملتنا ضجة. وقمنا بالإخلال بالترويج ل”علامة إسرائيل” كأمر طبيعي”، مشيرة أن الحملة “ذكّرت نجوم هوليوود أن هناك تكلفة اجتماعية لربطهم بالاحتلال العسكري”.

انتقال الى “اليسار”

ويقول الباحث في العلاقات الاسرائيلية-الأميركية دان روتيم إن إسرائيل أرادت استغلال النجوم “كطريقة لكسر الانطباع أن هناك نوعا من العزلة أو المقاطعة”.

ويخضع الموسيقيون الذين يقدّمون حفلات في إسرائيل لضغوط من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل “بي دي اس”، مع وجود مغني “بينك فلويد”، روجر واترز، بين الداعمين للحركة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت سلسلة من الفرق الغنائية بينها “راديو هيد”، أنها ستعقد حفلات غنائية في إسرائيل، ما دفع صحيفة “هارتس” اليسارية الإسرائيلية للتساؤل أن كانت حركة مقاطعة إسرائيل تفشل.

وأُثير الجدل مرة أخرى الأسبوع الماضي بعد أن رفض عدد من لاعبي كرة القدم الأميركية القدوم في رحلة إلى إسرائيل، بينما انضم 5 من أصل 11 فقط إلى الرحلة بعد مباراة “سوبر بول. “

وكان مايكل بينيت من فريق “سياتل سيهوكس” صرّح قائلا “لن يتم استغلالي” من جانب إسرائيل.

وأكد بينيت في بيان “عندما أتوجّه إلى إسرائيل، وأنا أخطّط للذهاب، فإنني لن أرى إسرائيل فقط بل الضفة الغربية وقطاع غزة لأرى كيف يعيش الفلسطينيون الذين يسمّون هذه الأرض وطنهم”.

وزار الممثل الأميركي تشاك نوريس اسرائيل هذا الشهر والتقى برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

إلاّ أن روتيم يشير بأن الدولة العبرية تبحث عن جذب شخصيات أميركية يسارية من الديمقراطيين كغالبية ممثلي هوليوود.

وتراجعت شعبية إسرائيل لدى الديموقراطيين في الولايات المتحدة. وبحسب مركز “بيو” للأبحاث، فانّ نسبة الديموقراطيين الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين، تضاعفت تقريبا منذ عام 2014. وفي عام 2016، دعم 40% منهم الفلسطينيين مقابل 33% كانوا يدعمون الإسرائيليين.

ويقول روتيم “لم يعد اليسار واليمين في الولايات المتحدة ينظران إلى إسرائيل من المنظور نفسه”.

ترامب: أريد من “إسرائيل” أن تتصرف بـ”عقلانية” لتحقيق السلام

كتب بوعز بسموت في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:

لقد سافرت بالطائرة مرات كثيرة في حياتي إلى مدن كثيرة. ولكن الرحلة 217 على متن «بريتش إيرويز» من لندن إلى واشنطن يوم الخميس لن أنساها في حياتي، خصوصاً الهبوط الذي بدا مثل أيّ هبوط. فقد كنت مرتاحاً وعجلات الطائرة لامست أرض المطار الدولي في دالاس الذي يبعد 45 دقيقة عن العاصمة واشنطن، أنا أبحث في الهاتف الذكي عن الالتقاط. في وقت كانت الطائرة تتوقف، شاهدت الرسائل الدراماتيكية التي أرسلت لي أثناء الرحلة: البيت الأبيض قام بإبلاغي أن لقائي مع رئيس الولايات المتحدة سيكون في الساعة الرابعة والنصف، والساعة في حينه كانت الثانية وخمسون دقيقة. يمكنكم تخيّل الضغط الذي قد يصيبكم عندما تدركون أنه يمكن تفويت لقاء مع رئيس العالم الحرّ، ضاعفوا هذا الامر مئة مرة، وستدركون الضغط الذي شعرت به.

توجهت إلى المضيفة وطلبت منها أن أكون أول من يخرج من الطائرة لأن رئيس الولايات المتحدة بانتظاري. وبعد أن قالت لي بمزاح إن إليزابيث ملكة بريطانيا بانتظارها، سمح لي طاقم الطائرة بالخروج أولاً.

ما هو سبب الزيارة؟ البيت الأبيض

الموظف الذي يفحص حوازات السفر، فوجئ وسألني عن سبب الزيارة. «لديّ لقاء مع رئيس الولايات المتحدة بعد ساعة وربع». ولحسن الحظ تفهم الامر، أو اعتقد أن من يقف أمامه لم يستيقظ بعد من الرحلة أو أنه يمزح معه. وفي جميع الحالات كنت محظوظاً لأن الشخص اعتبر أنني غريب أو أنني أمزح. موظف آخر كان يمكنه الاعتقاد أن المسافر الذي يقف أمامه والذي جاء من الشرق الاوسط عن طريق لندن، يريد إلحاق الأذى بالرئيس. في الولايات المتحدة هذه مخالفة فدرالية شديدة قد أن توصلني إلى التحقيق. كيف ستشرح لهم أنك ستلتقي مع الرئيس وأنك لم تسقط على رأسك. في جميع الاحوال، خرجت بسبب الموظف من قسم فحص الجوازات، وخلال دقائق كنت في السيارة التي كانت بانتظاري وأقلّتني إلى جادة بنسلفانيا 1600.

لقد كنت منفعلاً جداً.

بعد الفحص الأمني السريع رافقتني ضابطة صحافة محببة من أجل انتظار موعد المقابلة في «ويست وينغ لوبي».

«كيف حالك، يا بوعز؟»، كان هذا صوت المتحدّث بلسان السفارة بالعبرية، الذي جاء للإعداد لزيارة رئيس الحكومة، مع نظيره من قسم الاعلام. ما الذي تفعله هنا، سألني. وأجبت «أنا ايضاً لي لقاء مع أحد الموظفين». كان لدونالد ترامب يوم حافل مثل باقي الايام. بدأه بتغريدات في «تويتر» حول مرسومه الرئاسي وأنهاه بمحادثة هامة مع رئيس الصين، إضافة إلى التغريدات الحربجية. ورغم البرنامج الحافل وافق على استضافتي في المكتب البيضوي.

لا تنقص ترامب اللقاءات في هذه الايام: بعد زيارة ملك الاردن عبد الله بعشرة ايام وصل لزيارته صديقه رئيس حكومة اليابان شنزو آبي. وقريباً سيصل إلى واشنطن صديق آخر لترامب هو رئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو. هذا على رغم أنه لم يمر شهر على وجود ترامب في المنصب.

شعرت وأنا في الطريق للقاء ترامب بأنني ذاهب لإغلاق الدائرة: منذ اللقاء الاول في لاس فيغاس في كانون الاول 2015، حيث كان حسب ما جاء في وسائل الاعلام «مرشح من دون فرصة»، حدثت امور كثيرة، بما في ذلك حملة متقدة تعرض فيها للهجوم من جميع الاتجاهات، لكنه أثبت للجميع صعوبة الهجوم على ماركة. الجميع هاجمه هو وزوجته، لكنهم نسوا التحدث مع الشعب. وهو نفسه هاجم خصومه لكنه لم ينس التحدث مع الشعب بلغة الشعب.

«هذا هو الصحافي الذي كان نزيها معي وقال لي إنني سأفوز»، هذا ما قاله ترامب لمستشاريه. وعندما دخلت إلى مقر قيادة العالم شعرت بأنني أغلق اليوم الدائرة في الغرفة البيضوية.

«تعال، هيا لنُجرِ المقابلة هنا»، ترامب طلب مني الاقتراب من طاولته كي أشعر بالراحة. «كيف حالك»، سألني بشكل مؤدّب ومريح. وأجبته على الفور أننا قد التقينا بضع مرات، لكن الامر هذه المرة مختلف. كان عدد من الوثائق على الطاولة، وهو تحدث بشكل بطيء وهادئ.

هذه هي المرة الاولى التي نلتقي فيها وأنت رئيس. أليس هذا تغييراً كبيراً؟

«هذا بالفعل تغيير. دائماً كنت نزيها معي، لذلك أنا أجري هذه المقابلة معك. دائماً كنت نزيهاً وكانت إسرائيل هامة بالنسبة إليّ، وأنت تمثّل الكثير مما يحدث في إسرائيل، وهذا احترام كبير بالنسبة إليّ».

كيف تشعر بكونك الشخص الأهم في العالم؟

«لا أفكر في الامر بهذا الشكل، بل أفكر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي. هناك مشكلات كثيرة في العالم وأنا آمل أن ننجح في حلها. نحن نتقدم بشكل ملحوظ، لكن هناك مشكلات صعبة، ليس فقط الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. فهناك صراعات في كل العالم».

لقد قمت بمتابعة حملتك الانتخابية وكنتُ من بين القلائل الذين اعتقدوا أنك ستفوز. شاهدتك ليلة الفوز. ما أوّل شيء فعلته عندما أدركت بأنك فزت؟

«كان ذلك مساء رائعاً. لم أكن متفاجئاً لأنني رأيت الجمهور الكبير الذي استقبلني اثناء الحملة الانتخابية. كان الانتصار رائعاً، وهذا يعتبر حدثاً له شعبية. بعد الانتخابات بيوم تلقيت الكثير من المكالمات من الزعماء: الصين، روسيا ودول كثيرة، وكذلك من رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو».

كيف ستبدو أميركا بعد أربع أو ثماني سنوات؟

«آمل أن يكون العالم أكثر استقراراً وغير منقسم كما هو الآن. آمل أن يكون السلام أكبر. الآن هناك غضب كبير في أرجاء العالم».

هل تأمل أن يكون استقرار أكبر في الشرق الاوسط؟

«نعم، هذه المنطقة هي الاكثر انقساماً ودماراً منذ خمس سنوات».

بين سؤال وآخر، كان ترامب يفحص الأوراق أمامه، وكان ستيفن ميلر يجلس معنا، وهو المستشار اليهودي الرفيع للرئيس. وفي هذه الايام يساعد ميلر الرئيس في موضوع مرسوم منع دخول مواطني الدول السبع. وكان من بين من صاغوا هذا المرسوم من وراء الكواليس. وأثناء إجراء المقابلة مع الرئيس جلس وسجل النقاط.

تحدثنا عن علاقتك مع «إسرائيل» ونيّتك أن تكون صديقا لها. ما هي خطتك لتحسين العلاقة بين الدولتين بعد ثماني سنوات من إدارة أوباما؟

«علاقتنا ستكون أفضل، بحسب رأيي. كان الاتفاق مع إيران كارثياً بالنسبة إلى إسرائيل، لا يمكن استيعابه سواء من ناحية المفاوضات أو من ناحية التنفيذ. كل ما يتعلق بهذا الاتفاق هو سيّئ. وأنا كرجل اعمال أعرف أطراف الاتفاق واستطيع معرفة الاتفاق السيئ والاتفاق الجيد. لا يمكن فهم هذا الاتفاق. وهو محزن. يمكن رؤية كيف تتصرف إيران: بدل أن تشكر أوباما على الاتفاق الذي كان في صالحها، تتصرف الآن بوقاحة. وقد بدأت في هذا التصرف قبل مغادرة أوباما البيت الأبيض. للأسف أن اتفاق كهذا قد حصل».

ما هو انطباعك إزاء نتنياهو اثناء اللقاء في أيلول؟ هل هناك كيمياء بينكما؟

«نعم، هناك كيمياء، هو شخص جيد ويريد فعل الصحيح لإسرائيل، ويريد صنع السلام، يريده من أعماق قلبه. يجب أن يكون اتفاقاً جيداً لأنه يمثل إسرائيل. لقد أحببته دائماً. هو يريد صنع اتفاق جيد لإسرائيل، والاتفاق يجب أن يكون كذلك».

سألتك ثلاث مرات، وسأسأل مجدداً، متى ستقرّر نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟ وهل تتوقع الحصول على مقابل من «إسرائيل»؟ هل يجب على «إسرائيل» فعل شيء من أجل تطبيق قرار كهذا؟

«أريد من إسرائيل التصرف بشكل معقول في كل ما يتعلق بالسلام. أريد أن يصل السلام، ويجب أن يصل بعد كل هذه السنين. يبدو أن الناس تعبوا من الحرب. ويمكن أن يكون هناك سلام أكبر من السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني. أنا أريد من الطرفين التصرف بشكل معقول، ونحن لدينا فرصة جيدة لذلك».

وماذا عن السفارة؟

«أنا أفكر في الامر. وأنا أفحص الأمر وسنرى ماذا سيحدث. هذا ليس قراراً سهلاً، وقد تم النقاش فيه لسنوات طويلة. لم يرغب أحد في اتخاذ قرار كهذا وأنا أفكر فيه بشكل جدّي، وسنرى ماذا سيحدث».

البيت الأبيض قال إن المستوطنات ليست عقبة أمام السلام. هل ستتحدث مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في ذلك؟

«المستوطنات لا تساعد العملية السلمية. هناك كمية محدودة من الاراضي، وفي كل مرة تقوم إسرائيل بأخذ الاراضي من اجل بناء المستوطنات، تصبح الاراضي أقل. هي ليست قوة ايجابية بالنسبة للاتفاق. نحن نفحص الامر ونناقش خيارات اخرى. وأنا لا اؤمن بأن التقدم في ظل وجود المستوطنات سيساعد على السلام».

هل سنرى أن الولايات المتحدة ستندّد بـ«إسرائيل» بشكل كبير أثناء فترة ولايتك؟

«لا، أنا لا أريد التنديد بإسرائيل. لقد كان لإسرائيل تاريخ طويل من التنديد والصعوبات، وأنا لا أريد التنديد بها أثناء ولايتي. أنا أعرف إسرائيل جيداً وأحترمها. وهي مرّت بفترات صعبة جداً، لكنني أريد تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بل وأكثر من ذلك. أعتقد أن السلام بالنسبة إلى إسرائيل سيكون ممتازاً وليس جيداً فقط».

أنت تتحدث دائماً عن أنه يجب عقد صفقات جيدة في عالم الاعمال. أليس من الاجدر أن يقدّم الفلسطينيون أيضاً التنازلات؟

«نعم، بالطبع. يجب على الفلسطينيين التفكير بالاتفاق الجيد. الاتفاق يجب أن يكون جيداً للجميع. وأي اتفاق لن يكون جيداً اذا لم يكن مناسباً. نحن الآن في عملية استمرت لعقود كثيرة، وهناك الكثيرون ممن يعتقدون أنه يمكن فعل ذلك. يعمل معي اشخاص حكماء يعرفون إسرائيل ويعرفون الفلسطينيين ويعتبرون أنه لا يمكن صنع اتفاق. أنا لا أوافق على رأيهم، وأعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق ويجب عمل الاتفاق».

ترامب يجيب بأدب على الأسئلة مع الكثير من الدفء، لكنه يعرف حجم المسؤولية الملقاة عليه كرئيس. هذا الثقل الكبير قام بترويضه قياساً مع التصريحات التي قالها وهو مرشّح.

النغمة تغيّرت تجاه «إسرائيل» لأن هناك اعتبارات اخرى، لكن الخطوط لم تتغير. رغم أن ترامب كان في اللقاء مختلفاً، إلا أنك تشعر بأنه رئيس صديق ولا يخجل من قول إنه ما زال يفحص الامور المختلفة.

لقد قالوا إنك تريد عزل إيران ومنعها من بناء علاقات جيدة مع روسيا. كيف ستفعل ذلك وما الذي تستطيع «إسرائيل» فعله للمساعدة في هذا الامر؟

«لا أعتقد أنني قلت ذلك. وأنا أعتقد أن إيران لم تقدر الصفقة التي منحتها إياها إدارة أوباما. وأنا لا أفكر بمفهوم العزل أو تصريحات أخرى. إضافة إلى ذلك هم ينكرون الجميل بخصوص اتفاق لم يكن من المفروض أن يتم».

هل يمكن العودة إلى فرض العقوبات الدولية؟ هل يمكن أصلاً إلغاء الاتفاق؟

«لا أريد التحدث في هذا».

لقد فرضت مؤخراً عقوبات جديدة على إيران ردّاً على محاولة إطلاق صاروخ بالستيّ، وقلت إن الجميع الخيارات توجد على الطاولة. هل يمكن الضغط على إيران بشكل ناجح؟

«سنقرر في خصوص إيران. لا أريد الردّ هنا. لديّ الكثير من الافكار السيئة والجيدة حول إيران، ولا أريد الكشف عما أخطّط له. أنا لست شخصاً يتحدث عما يخطّط له. لكنني أريد القول لها أن تتحدث معنا باحترام بسبب الاتفاق الرائع الذي حصلت عليه».

هل ستزور «إسرائيل» يوماً؟

«أكيد سأزور إسرائيل».

سؤال أخير: ما الذي تريد قوله لـ«الإسرائيليين» قبل مجيء رئيس الحكومة؟

«أنا أحترم إسرائيل والإسرائيليين. نحن نريد أن نرى السلام، ونعتقد أنه سيكون في صالح الإسرائيليين. ونريد السلام الذي يبقى إلى الأبد وليس مجرد سلام لبضعة أشهر، تندلع بعده الحرب. آمل من الطرفين أن يتعاملا برأس منفتح. وأعتبر أن السلام سيكون هاماً للطرفين».

في ختام اللقاء، تحدّثنا عن الاولاد. وقال لي إنه يشارك احياناً في وجبة السبت مع ابنته إيفنكا وزوجها، ويرى كيف يقومون بالصلاة. بالنسبة إليه هذا أمر عاديّ. ولكن بالنسبة إلينا، لدينا صديق في البيت الأبيض.

العلاقات الدولية: ترشيح ليفني لمنصب في الأمم المتحدة تشجيع على الإرهاب الدولي

اعتبر مجلس العلاقات الدولية – فلسطين الاقتراح القاضي بترشيح وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة “تسيبي ليفني” منصب مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية “الأمم المتحدة” بأنه بمثابة حادثة غير مسبوقة شكلت صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني عامة والضحايا بشكل خاص، باعتبار ليفني متهمة بارتكاب عديد من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وهذا ما أكد عليه تقرير غولدستون الصادر عقب الهجوم العسكري الأول على قطاع غزة 2008-2009م.

واعتبر المجلس في بيان له صدر اليوم الأربعاء بأن ترشيح ليفني لمثل هذا المنصب يتعارض مع الدعوات الحقوقية والقضائية بحقها المقامة في عدد من الدول الغربية منها “بريطانيا وبلجيكا” حيث صدر قرار قضائي عن محكمة بريطانية باعتقال ليفني المتهمة بارتكاب جرائم حرب.

وأوضح المجلس بأن ليفني التي درست الحقوق كانت قد صرحت قبل عدة سنوات بأنها “لا تؤمن بالقانون وخاصة القانون الدولي”، مما يعكس عدم إحترامها للقانون الدولي، و مخالفتها لأهم الأسس التي من أجلها أنشأت هيئة الأمم المتحدة وهي “المحافظة على السلم والأمن الدوليين”.

وأضاف المجلس أن مثل هذا الأمر سيضع الأمم المتحدة في موقف حرج ويفقدها الكثير من مصداقيتها كراعي للأمن والسلم الدوليين وحارسٍ للعدالة، وسيجعل العالم بعيدا عن إنصاف المضطهدين والمعذبين والمحرومين من حقوقهم وإنسانيتهم، وعليه يطالب المجلس بضرورة محاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمهم وتطبيق العدالة، بدلاً من مكافئتهم على ما اقترفوه من جرائم

العلاقات الدولية يدين بشدة مصادقة الكنيست الإسرائيلي على “قانون التسوية” الذي يشرعن سلب الأراضي الفلسطينية

دان مجلس العلاقات الدولية – فلسطين بشدة مصادقة الكنيست الإسرائيلي على “قانون التسوية” الذي يشرعن سلب الأراضي الفلسطينية الخاصة لصالح الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وفي مقدمتها مدينة القدس.

واستغرب المجلس في بيان له صدر الخميس من هذا الإجراء الذي يأتي بعد أسابيع قليلة من صدور قرار مجلس الأمن رقم (2234) حول عدم شرعية المستوطنات والذي أكد أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية بموجب القانون الدولي.

ودعا المجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ مواقف عملية لمواجهة هذا الإجراء من طرف الاحتلال الإسرائيلي وتحديه للقانون الدولي والذي يعكس تصرف اسرائيل كدولة مارقة تضرب القانون الدولي بعرض الحائط.

العلاقات الدولية يستنكر تصريحات الامين العام للأمم المتحدة بشأن القدس وعلاقتها باليهود

عبر مجلس العلاقات الدولية – فلسطين عن استغرابه الشديد من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والتي زعم فيها “يهودية الهيكل” في القدس.

واستنكر المجلس في بيان صدر عنه الجمعة تصريحات جوتيريس مشيراً إلى أنها انتهاك خطير لمصداقية الأمم المتحدة وانحياز واضح لصالح الاحتلال.

ونوه المجلس بأن تصريحات جوتيريس ستشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم في القدس وستدفعه للاستمرار في سياسة التهويد وانتهاك الأماكن المقدسة.

ودعا المجلس في بيانه جوتيريس إلى مراجعة تصريحاته والاعتذار عنها نظراً لمعارضتها للتاريخ أولاً ولقرار اليونسكو الذي اعتبر المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقع إسلامي خالص وليس لليهود أي علاقة به.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس قد زعم أنه من الواضح كوضوح الشمس بأن “الهيكل المقدس في القدس الذي هدمه الرومان كان هيكلا يهوديا، وأن أحداً لا يستطيع نفي علاقة اليهود به.

حرب بوتين السيبرانية هدفها إطاحة مركل حامية الليبرالية في أوروبا

رفع تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية من منسوب مخاوف القادة الأوروبيين من قرصنة الكترونية روسية تستهدف قاعدة بيانات ومعلومات ومراسلات الأحزاب الأوروبية الليبيرالية للتأثير في مسار الانتخابات التشريعية المرتقبة هذا العام في ثلاث دول هي : ألمانيا وفرنسا وهولندا. وتزايدت شكاوى دول في اوروبا في مقدمتها ألمانيا والتشيك وفرنسا وبلغاريا والسويد ودول البلطيق وغيرها، من هجمات سيبرانية روسية بهدف تقويض انظمتها الديموقراطية وأمنها القومي. وأعلنت المفوضة العليا للشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد فيديركا موغيريني عن وضع آليات لمراقبة ودحض ما سمته حملة( تضليل اعلامي روسية) لتشويه الديموقراطية الأوروبية.

وكشفت وكالة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا عن «هجوم الكتروني ضد حواسيب منظمة الأمن والتعاون الأوروبي». وقال رئيسها هانز- غيورغ مانسن:» تحليلاتنا اثبتت ان البنية التحتية للهجوم هي نفسها التي انطلقت منها هجمات سابقة طاولت البرلمان الألماني مصدرها روسيا» تقوم بها مجموعة ( ايه تي ار28 ) وتعني» التهديد المتواصل المتطور». ويقول الخبير في الشؤون الألمانية ألكسندر أندرييف:» تأكد للسلطات الألمانية ان روسيا تسعى للتأثير في انتخابات البوندستاغ « بطريقين: شن حملة لنشر المعلومات الزائفة التي من شأنها زرع مشاعر انعدام الأمن في الأوساط الاجتماعية وخلق حالة من الارتباك والاضطراب لدى الناس، والهجمات السيبرانية ضد حواسيب المؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية بغية الوصول الى معلومات سرية ومن ثم نشر بعضها خارج سياقاتها للتأثير في خيارات الناخبين في الاقتراع.

وقال فولفغانغ بوسباخ مستشار الشؤون الخارجية في الحزب الديموقراطي المسيحي بزعامة مركل:» تجري محاولات عبر التسلل من الخارج بهدف التلاعب بحقائق ومعلومات في الانتخابات التشريعية لزعزعة استقرار بلدنا». ورأى مصدر ديبلوماسي أوروبي رفيع في تصريح نقله موقع صحيفة «هافينغتون بوست» ان « المستشارة مركل هي الهدف الأول لحملة التضليل الإعلامي الذي تشنها روسيا، مرجحاً ان تتسع هذه الحملة مع اقتراب الانتخابات».

حروب التضليل

تعد الرابطة المتغيرة في المعلومات المتاحة بين مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي برأي خبراء الميديا» مدخلاً مثالياً للتضليل المعلوماتي». وحذرت السلطات الألمانية من دعاية تقوم بها روسيا من خلال مواقع ومنصات مختلفة للتأثير في الانتخابات لمصلحة التيارات الشعبوية. وتوقعت اجهزة الأمن حصول هجمات محتملة على البنى التحتية مثل محطات توليد الطاقة او المستشفيات مماثلة للهجوم الذي تعرضت له دويتشه تيلكوم ، والبوندستاغ عام 2015. في هذا السياق كشفت شركة الحماية الإلكترونية (ترند ميكرو) عن هجوم روسي ضد منظومة حواسيب الحزب الديموقراطي المسيحي، اضافة الى شركتي خدمات الرسائل الإلكترونية في ألمانيا (جي إم اكس) و ( ويب . دي). وذكرت مجلة «شبيغل» نقلاً عن مصادر امنية» ان السلطات الأمنية تمتلك أدلة داحضة عن تورط روسيا في شن هجمات سيبرانية عرفت باسم ( سوفاسي /آي بي تي 28) تهدف الى جمع معلومات ذات اهمية استراتيجية، وهجمات اخرى تحمل تسمية ( حملة ساندوروم) التي هدفها تخريب المعلومات»، وقالت المجلة « ان الإنترنت تحول الى ميدان لحرب هجينة» كما فتح مجالات واسعة للتجسس والتخريب». ووفق المحللة الفرنسية نتالي غيبير فإن» لا فائدة ترجى من المظلة النووية الأميركية في نزاعات جديدة تسمى هجينة».

في كتابه الصادر في 2004 بعنوان «عصر ما بعد الحقيقة: نقص الأمانة والخداع في الحياة المعاصرة»، يقول المفكر الأميركي رالف كييس : « في الماضي، كانت الحقيقة والأكاذيب. اليوم لدينا الحقيقة والأكاذيب اضافة الى بيانات لا يعتد بها، وعلى قدر ما هي ثانوية لا تفند ولا يقال انها خاطئة ومضللة». ويضيف: «في عالم ما بعد الحقيقة والوقائع تلتبس الحدود بين الحقيقي والخيالي، وبين النزاهة وغيابها، وبين الخيال والواقع الفعلي».

رصدت الأجهزة الأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الهجمات السيبرانية ضد المفوضية الأوروبية خلال العام الماضي وقالت انها تجاوزت 110 هجمات، ونبه المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ في تصريح نقلته صحيفة «فايننشال تايمز» الى «ان هذه التهديدات اصبحت منتظمة وعدوانية الى حد انها يمكن ان تتحول في اي لحظة الى تدميرية». وقال: «ان الهجمات التي تسبب اكبر الأضرار هي تلك التي تستهدف الديموقراطية الأوروبية».

ووفقاً لخبراء الأمن المعلوماتي فإن» الهجمات السيبرانية المختلفة والمتعددة تلجأ الى وسائل وأدوات متشابهة، الا انها تحرص على اخفاء مصدرها وهوية الطرف الذي يديرها». وصدرت تعليمات مشددة من المفوضية الأوروبية الى موظفي جميع الهيئات والمؤسسات الأوروبية تلزمهم استخدام عناوين إلكترونية مشفرة، وسارعت المفوضية الى تفعيل وتوسيع تعاونها في مجال الأمن المعلوماتي مع حلف الأطلسي. وتجري مشاورات على اعلى المستويات في المنظمتين حول كيفية التصدي للهجمات السيبرانية التي تشنها روسيا والرد عليها بأقصى العقوبات.

وتشير بيانات الـ «ناتو» الى ان عدد الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها حواسيب الحلف خلال شهر واحد فقط من عام 2015 بلغ اكثر من 320 هجوماً، وأبلغت مصادر اطلسية رفيعة الصحيفة نفسها «ان هذه الهجمات تميزت بتصاعد تدريجي فعال في قوتها التدميرية مع تحسن نوعيتها وشدة تعقيدها».

هيئات مضادة وأموال اضافية

خصص الاتحاد الأوروبي مبالغ بقيمة 860 ألف يورو اضافية لفريق العمل «إيست ستراتكوم» المكلف برصد وصد الهجمات الإلكترونية الروسية، وتفنيد المعلومات المضللة التي تبثها موسكو عبر مواقع ومنصات متعددة للتاثير في امزجة الرأي العام في الدول الأوروبية». وكانت هذه الهيئة انشئت في خريف عام 2015، وتتألف من 11 موظفاً يتولون مهمة الرد على الهجمات والدعاية الإلكترونية. ويقدر مسؤولون اوروبيون «ان روسيا تنفق بليون دولار سنوياً على وسائل اعلامية مملوكة للدولة مثل قناة روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك للأنباء وغيرهما، كما ورصدت موازنة خاصة لعدد كبير من الشركات وكلفتها بمهمة اغراق مواقع التواصل الاجتماعي بمواد نقدية وساخرة معادية للديموقراطية الغربية».

قام طاقم «ايست ستراتكوم» بعمل مكثف استغرق اكثر من 15 شهراً تمكن خلالها من رصد وتحديد 2500 موقع الكتروني بـ 18 لغة تمولها روسيا بهدف نشر معلومات وقصص مختلقة ومعلومات كاذبة تركز على الإساءة للمستشارة مركل وتتهمها بالتسبب في تقويض امن ألمانيا وأوروبا بفتح الحدود امام اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط.

تنبهت فرنسا الى أخطار وتهديدات سيبرانية قد تتعرض لها خلال الانتخابات العامة التي ستجرى في آيار (مايو) من العام الجاري وذلك بعد تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية لمصلحة ترامب، وبعد اعلان ألمانيا تعرضها لهجمات الكترونية قوية من روسيا. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان» ان الجيش الفرنسي سيعزز موارده للتصدي لأي هجمات الكترونية»، وأضاف في تصريح نقلته عنه اسبوعية «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية» ان هناك خطراً حقيقياً بوقوع هجمات إلكترونية على البنية الأساسية المدنية مثل شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والنقل، بالإضافة الى هجمات ضد الديموقراطية ومؤسسات الميديا». وكشف الوزير «ان عدد الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها وزارته تضاعف خلال العام الماضي، ولكنها نجحت في احباط 24 ألف هجوم استهدفت تعطيل انظمة الطائرات الفرنسية بلا طيار»، وأكد «ان عدد الجنود الرقميين في الجيش الفرنسي سيتضاعف الى 2600 بحلول عام 2019 بدعم من 600 خبير إلكتروني اضافيين». مشدداً على «ان فرنسا في حال تعرضت لهجوم الكتروني جديد سترد بنفس القوة وبالأسلحة التقليدية ايضاً».

ولا تخفي موسكو ارتياحها للمرشح الرئاسي المحافظ فرنسوا فيون الذي اشاد بالرئيس بوتين وقال انه يريد تحسين علاقات بلاده مع روسيا». كما لا يخفي الكرملين علاقته مع مرشحة اليمين القومي المتطرف مارين لوبان التي مول حملاتها في الانتخابات المحلية العام الماضي.

فريق قراصنة بوتين

السويد هي الأخرى اشتكت من هجمات إلكترونية متزايدة في العام الماضي. وكشف المتحدث باسم وكالة الاستخبارات الوطنية في حديث إلى التلفزيون الوطني «ان بلاده تعرضت العام الماضي الى 100 ألف هجوم سيبراني بمعدل 10 آلاف هجوم في الشهر». وأوضح «ان هدف الهجمات هو سرقة معلومات سرية، واستخدام الحواسيب المستخدمة في المؤسسات السويدية في هجمات إلكترونية ضد دول ثالثة». وأقر رئيس الحكومة ستيفان ليوفن أن بلاده تواجه مجموعة تهديدات جدية في مجال الأمن، من بينها أخطار الهجمات السيبرانية».

وتوافرت ادلة داحضة لدى شركة «كراود سترايك» لأمن المعلومات الأميركية عن مجموعتي قرصنة هما «فانسي بير» و «كوزي بير» الأولى ترتبط بجهاز الأمن الفيديرالي الروسي (إف إس بي) فيما الثانية ترتبط بجهاز الاستخبارات العسكرية الروسية ( جي آر يو). ويجمع الخبراء على «ان الهاكرز الروس بارعون، وهذا تقليد متوارث من عهد الاتحاد السوفياتي عندما كان رائداً في التجسس الاقتصادي». وذكر رئيس تحرير موقع «أجينتا رو» المتخصص في قضايا التجسس أندري سولداتوف انه «بالنظر الى تاريخ روسيا في الهجمات المعلوماتية، فأنا اميل الى الاعتقاد بأن هناك تنسيقاً بين جهات خاصة وحكومية على اعلى المستويات». يرى الخبير المتخصص في شؤون اجهزة الأمن الروسية مارك غاليوتي «ان جهاز (جي آر يو) اصبح السلاح السري الأثير على قلب بوتين وذراعه الضاربة في الحرب وعالم السيبيرنيطيقيا». ويؤكد المحلل مايكل ويس في مقال كتبه في موقع «ذي دايلي بيست» الأميركي» لقد ثبت ان المسؤول عن الأعمال العدائية المستمرة في اوروبا هي جهة واحدة، الاستخبارات العسكرية الروسية».

دأبت السلطات الروسية منذ فترة على بث تسجيل فيديو ترويجي في وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو فيه الشباب الروسي وطلاب الجامعات الذين يتمتعون بمهارات في مجال تقنيات المعلوماتية والشبكات الإعلامية الإلكترونية الى الانضمام للعمل في «الوحدة العلمية» بوزارة الدفاع». وتشكل فريقان من القراصنة احدهما يحمل اسم «الدببة الرائعة» والآخر»الدببة الدافئة». وتحدثت صحيفة «دي فيلت» الألمانية عن ثلاث فرضيات عن هوية العاملين في هذين الفريقين، تتمثل الأولى في انهم ضباط في الجيش الروسي يمتلكون خبرات كبيرة في مجال المعلوماتية» ، فيما الثانية «ان السلطات تعاقدت مع مجموعة من القراصنة الروس للقيام بمهمات محددة»، اما الثالثة « فمن منتمين الى شركات تكنولوجيا الاتصالات الروسية». ويقول الخبير الروسي في مجال امن المعلومات ديمتري ألبيروفيتش» ان الكرملين يبحث بشكل متزايد عن المساعدة من القطاع الخاص وشركات السلامة المعلوماتية».

يشهد العالم الإلكتروني حرباً شرسة بين القوى العالمية تكاليفها لا تقل مأساوية عن الحرب الفعلية، وقد أصبحت الفيروسات والبرامج الخبيثة من أقوى أسلحة هذه الحرب، بعد ان نجح جميع الأطراف في ابتكار فيروسات خبيثة متطورة. ويشير تقرير دولي الى «ان عدد الهجمات الإلكترونية الخبيثة في عام 2010 وصل الى اكثر من 200 مليون هجوم، سببت وفق دراسة اعدتها شركة «سيمانتيك» المتخصصة في مجال مكافحة الهجمات الإلكترونية «خسائر تصل الى 114 بليون دولار». وفي تقرير صدر عام 2011 « ان هذه الهجمات تكلف 274 بليون دولار تنفق لمعالجة خسائرها المادية والتقنية».

الروس فخورون بهيبة بوتين

تحظى سياسات بوتين الهجومية والعدوانية في اوروبا والشرق الأوسط بقبول ودعم متزايد في اوساط المواطنين الروس كونها تشبع نزعاتهم القومية وتذكرهم بأمجاد وتاريخ الدولة السوفياتية متجاهلين ان هدفها هو حرف أنظارهم عن تعقد حياتهم المعيشية مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها البلاد. ويتضح من استطلاع للرأي اجرته منظمة «الرأي العام» ونشرت تفاصليه وكالة «انترفاكس» الروسية» ان غالبية من شاركوا في الاستطلاع يعتقدون بأن العالم اصبح يخشى روسيا وقوتها الصاعدة، ويرون في ذلك تطوراً نوعياً يخدم المصالح الوطنية الروسية»، فقد اكد 85 في المئة ان العالم اخذ يحسب ألف حساب للقوة الروسية، واعتبر 75 في المئة ان هذا مفيد للغاية، هذا فيما رأى 48 في المئة ان العالم اصبح يتعاطى مع روسيا بشكل افضل مقابل 42 لاحظوا العكس. ورأى 67 في المئة ان نفوذ وتأثير روسيا في العالم يتعاظم في السنوات الأخيرة، وربط 14 في المئة ذلك بتنامي قوة الدولة عسكرياً، فيما عزا 11 في المئة ذلك الى سياسات الكرملين الخارجية، مقابل 7 في المئة اكدوا ان الفضل في ذلك يعود بالدرجة الأساسية للرئيس بوتين». هذا فيما كشف استطلاع اجرته وكالة «رويترز- أبسوس» ان 82 في المئة من الأميركيين يعتبرون روسيا تهديداً مباشراً، وأظهر استطلاع آخر اجرته مؤسسة «يوغوف» ان 59 في المئة من الأميركيين يعتقدون» ان التهديد العسكري الروسي جدي للغاية». ورأى المحلل الروسي في «مركز ليفادا» لاستطلاعات الرأي ألكسي ليفينسون «ان مشاعر الارتياح تعمّ أوساط الروس في ما يخص «ان العالم يخاف منا» وربما تعوضهم عن الخيبة من المشاكل الكبيرة والجدية التي يواجهونها في حياتهم اليومية». وقال» تسود قناعة اكيدة لدى غالبية الروس بأن الجيش الأحمر بعد احتلال القرم والحرب في سورية هو الأقوى من بين كل جيوش العالم».

نقلا عن صحيفة الحياة