مقالات

مجلس العلاقات يرحب برسالة النواب البريطانيين، ويدعو دول العالم للوقوف بحزم في وجه العربدة الإسرائيلية

رحب مجلس العلاقات الدولية – فلسطين برسالة 130 نائبًا بريطانيا إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون، دعوا فيها لفرض عقوبات صارمة على إسرائيل في حال قيامها بضمّ مناطق في الضفة الغربية.

وقال المجلس في بيان صدر عنه اليوم السبت أن الرسالة تعبر عن موقف شجاع من النواب الذين يقفون بجانب القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي ترفض بشكل صريح الجرائم الإسرائيلية المستمرة.

ودعا المجلس دول العالم كافة للوقوف بحزم في وجه خطة الضم الإسرائيلية المدعومة من الادارة الامريكية الحالية في إطار ما يسمى صفقة القرن التي ستؤدي حتمًا إلى خلخلة الاستقرار والأمن في الإقليم وعلى المستوى الدولي، وستنهي أي فرصة لحل سياسي للصراع.

وكان 130 نائبًا بريطانيًا من مختلف الأحزاب البريطانيّة قد توجّهوا برسالة إلى رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لفرض عقوبات صارمة على “إسرائيل” في حال قيامها بضمّ مناطق في الضفة الغربية.

وجاء في رسالة النواب: يجب على الحكومة البريطانية الآن أن توضح علنًا لـ “إسرائيل” أن أي ضم سيكون له عواقب وخيمة بما في ذلك فرض عقوبات صارمة، فالكلمات لا تكفي.

العلاقات الدولية: الاحتلال يستغل أزمة كورونا ويعتدي على ملكية المسلمين الخالصة في الحرم الإبراهيمي

قال “مجلس العلاقات الدولية – فلسطين” إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القانون الدولي بضمه أراض بجانب الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بمدينة «الخليل» المحتلة، وتوظيفها لصالح المشاريع التهويدية تحت ذريعة التوسُّع والتطوير.

وحذر المجلس من استغلال الاحتلال الإسرائيلي لانشغال العالم بوباء كورونا المستجد لتمرير مخططات فشل في تنفيذها لعقود.

مستنكرًا هذه الجريمة، أكد المجلس أن الحرم الإبراهيمي وأوقافه هي ملكية إسلامية خالصة لن تغيرها قرارات باطلة وسيبذل الشعب الفلسطيني والمسلمين حول العالم كل جهد لإجهاضها.

واستغرب المجلس من الصمت العربي والمسلم تجاه هذه الجرائم بحق المقدسات الإسلامية مضيفاً: “ما يحدث اليوم في الخليل، سيحدث في بقية المقدسات الإسلامية والمسيحية، إن نحن قبلنا بتمرير هذه الجرائم بحق تاريخنا وإرثنا الحضاري، وكل منا أفرداً وجماعات، وفصائل ومؤسسات مطالبين بعمل كل ما في وسعنا لمنع ذلك.”

وحذر المجلس في بيانه من خطورة هذه الخطوة التي قد تزعزع استقرار المنطقة مشيرًا إلى كونها مقدمة لتنفيذ بقية الخطة التي تنوي اسرائيل تنفيذها، بتشجيع من الادارة الامريكية المتطرفة، بضم الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لسيطرتها.

وطالب المجلس المؤسسات الدولية وفي مقدمتها اليونسكو باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لمنع هذا التغول على المقدسات الإسلامية وحقوق المسلمين الثابتة فيها، محذرًا في الوقت نفسه من خطورة هذه الخطوات في زعزعة استقرار المنطقة.

وكان المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت، قد صادق على قرار يقضي بالاستيلاء على أراضي الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وتوظيفها للمشاريع التهويدية والاستيطانية تحت ذريعة التطوير والتوسع.

مختصون: كل أحداث الشرق الأوسط مترابطة، وليس أمام الفلسطينيين سوى الصمود أمام صفقة القرن

عقد مجلس العلاقات الثلاثاء الماضي لقاءً حواريًا بعنوان “المشهد الإقليمي بين اغتيال سليماني وصفقة القرن وتداعياته على القضية الفلسطينية” بحضور نخبة من السياسيين وصناع القرار الفلسطينيين.

وافتتح اللقاء الباحث السياسي والأكاديمي الدكتور عدنان أبو عامر، مشيرًا إلى أن أحداث الشرق الأوسط رغم أنها تبدو متباعدة، إلا أنها متداخلة وكل حدث له تداعياته على كل المنطقة.

وقال رئيس المجلس الدكتور باسم نعيم في كلمته الافتتاحية للقاء أن الأحداث في المنطقة تصب في هدف واحد وهو افساح المجال لدولة الاحتلال لترسيخ وجودها في أراضينا المحتلة والتمدد في الإقليم على حساب أمتنا لتحقيق حلمهم الإستراتيجي “إسرائيل الكبرى”، منوهًا أن الشعب الفلسطيني هو أكبر المتأثرين بهذه الأحداث وتداعياتها. الدولية

من جانبه قال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور إبراهيم فريحات أن شكل المنطقة بقي كما هو بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأن اغتياله لم يغير من المعادلة الإقليمية.

وذكر فريحات أنه كان هناك محورين متصارعين قبل الربيع العربي وهما محور الاعتدال ومحور المقاومة، أما بعد الربيع العربي فقد تحطمت هذه المعادل، وبات هناك أربعة محاور فاعلة في الإقليم.

أول هذه المحاور، كما أشار فريحات، هو محور الثورات المضادة ويهدف إلى القضاء على حركات التغيير واستعادة الأنظمة الديكتاتورية، إلى جانب احتواء إيران واستئصال الإسلام السياسي. من جانبها تهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال هذا المحور لتحقيق أهدافها باتجاه التوسع ومواجهة إيران.

أما المحور الثاني، حسب فريحات، فهو محور المقاومة الذي عاش فترته الذهبية وقت حكم أوباما الذي دعا إلى أن تعالج دول المنطقة قضاياها بنفسها، أما الآن فهذا المحور يعيش حالة ارتباك وتراجع بسبب استهداف قيادة المحور المتمثلة في إيران، ولكنه أضاف أنّ المحور ما زال محافظًا على وجوده رغم ذلك.

المحور التركي القطري هو ثالث المحاور التي أشار إليها الدكتور فريحات، حيث إن هذا المحور هو جزء من الربيع العربي ولكنه ما زال محافظًا على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. وأشار فريحات إلى أن هذا المحور قد انسلخ عن دول الاعتدال العربي ويعمل في اتجاه آخر وهو استثمار حركات التغيير والإسلام السياسي، ويُعد نقيضًا لمحور الثورات المضادة.

ويشكل الفاعلون غير الرسميين المحور الرابع وهم المتمردون على المحاور الثلاثة آنفة الذكر ويتكون هذا المحور من داعش والقاعدة والحركات الأصولية وأنصار السنة.

وأشار فريحات إلى أن مستقبل المنطقة يتم تحديده نتيجة الصراع بين هذه المحاور الأربعة، فكل محور يحاول تشكيل المنطقة حسب روايته، منوهًا إلى ان حركة حماس تتأرجح بين محور المقاومة والمحور التركي القطري محاولة الحفاظ على العلاقة معهما.

أما السلطة الفلسطينية فقد كانت جزءًا من المحور الأول ولكن بعد فوز ترامب لم يبقَ لها مكان في هذا المحور وإلا كان سيعني دخولها في محور صفقة القرن، فهي الآن هذا المحور نتيجة لدخول “إسرائيل” اليه ولم يبقى لها الا ان تبني جبهتها الداخلية مع الوطن المحتل ليمكنها ذلك من الصمود أمام الضغوط الامريكية الاسرائيلية.

ونصح فريحات السلطة الفلسطينية بالصمود إلى موعد الانتخابات الامريكية في شهر نوفمبر حيث من الممكن التغيير في سياسة الإدارة الامريكية.

وحسب رأي فريحات، فإن إيران ستضطر للانتظار حتى الانتخابات الأمريكية القادمة ولن تقدم على أي أمر كبير، مستبعدًا أن تنفذ إيران في الفترة القادمة أي تهديدات لها، مشيرًا إلى أن انتخاب أي مرشح ديمقراطي قد يقلب المعادلة بالكامل.

أما ممثل حركة حماس في إيران الدكتور خالد القدومي فقال: “إذا كانت أضلع القوة الإيرانية تتمثل في القدرة الصاروخية والنووية فإن الضلع الثالث يمثله الجنرال سليماني وهو النفوذ الإيراني في المنطقة، وجاء الاغتيال ليهدد الوجود الإيراني في المنطقة.”

وقال القدومي بأن الأمريكيين يريدون تهيئة المنطقة والرأي العام لمرحلة جديدة، عنوانها ضرب رأس المقاومة وتكريس الغلبة للكيان الصهيوني وقد ساهم ابتزاز “إسرائيل” لأميركا في إقناع مصنع القرار الأمريكي في الدخول على خط التعامل العنيف مع إيران.

وأشار القدومي أن إيران ترى أن ثورتها دخلت مرحلتها الثانية بعد اغتيال سليماني، وأن الهدف من ضرب قاعدة عين الأسد كان ضرب الهيبة الأمريكية في المنطقة وعلى مستوى العالم.

ونوه القدومي إلى أن الهدف من صفقة القرن هو خلق واقع إقليمي جديد يفرض على كل الأطراف، وأتى اغتيال سليماني والذي هو جزء من هذه الصفقة كما ذكر ترامب نفسه في مقدمة خطابه وتبيان إنجازاته من محاصرة إيران واغتيال سليماني وما ذلك إلا محاولة لضرب الدعم الأساسي الذي يقف خلف المقاومة الفلسطينية.

وبعد فتح باب النقاش في نهاية الندوة، رأى المشاركون أن المطلوب الان توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني وإطلاق يد المقاومة بكل أشكالها وقيام السلطة بمغادرة مربع الكلام والذهاب نحو نقض الاتفاقيات مع الاحتلال. وفي تعليقه على المشاركات من الحضور أكد فريحات أن المطلوب هو الصمود والوحدة وإنهاء الانقسام ووضع برنامج سياسي بين الفاعلين الفلسطينيين وتطوير أشكال النضال.

العلاقات الدولية: إزالة الإدارة الأميركية لاسم “أراضي السلطة الفلسطينية” يأتي في سياق شطب القضية الفلسطينية

قال “مجلس العلاقات الدولية – فلسطين” بأن قيام الخارجية الامريكية بشطب اسم “أراضي السلطة الفلسطينية” من موقعها يأتي في سياق شطب القضية الفلسطينية ويتساوق مع أفكار الاحتلال المتطرفة.

وقال المجلس في بيان صدر عنه اليوم الثلاثاء بأن هذه الخطوة تأتي بعد خطوات عديدة قامت بها هذه الإدارة مثل قطع المساعدات عن الاونروا والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال والموافقة على ضم الضفة الغربية واغلاق بعثة منظمة التحرير في واشنطن.

وأضاف المجلس بأن الخطوات الأميركية المتتالية تمثل تنكر كامل لحقوق الفلسطينيين وضرب قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي عرض الحائط، وتمهد لضم الضفة الغربية وقتل أي إمكانية لدولة فلسطينية في المستقبل.

وأكد المجلس بأن الخطوات الأميركية لن تلغي الوجود الفلسطيني ولن تنجح في تثبيط عزيمة الفلسطينيين الذين سيستمرون في المقاومة بكافة أشكالها حتى نيل حقوقهم المشروعة.

وطالب المجلس في بيانه الإدارة الأمريكية للكف والتراجع عن هذه الخطوات، والتعامل كوسيط نزيه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

ودعا المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف مسلسل الخطوات الأميركية الهادفة لشطب القضية الفلسطينية والتي تمس بالاستقرار في الشرق الأوسط.

يذكر أن الخارجية الأميركية كانت تُعرّف دولة فلسطين بـ”الأراضي الفلسطينية” ثم غيرتها إلى “أراضي السلطة الفلسطينية” قبل أن تبادر إلى حذف هذه المصطلحات نهائيا.