مجلس نواب اليهود البريطانيين يضع 10 شروط كارثية تستهدف التضامن الفلسطيني
مجلس نواب اليهود البريطانيين يضع 10 شروط كارثية تستهدف التضامن الفلسطيني
بقلم جوناثان أوفير (13 يناير 2020)
ترجمة: مجلس العلاقات الدولية – فلسطين
استدعت خسارة جيرمي كوربن في الانتخابات البريطانية الأخيرة احتفال مؤيدي إسرائيل بهذا الحدث، فقد صرح جو غلاسمان – رئيس التحقيقات السياسية والحكومية في الحملة ضد معاداة السامية – قائلًا: “ذُبح الوحش”، يُذكر أن منظمة غلاسمان هي “مجموعة ضغط مؤثرة مناهضة للفلسطينيين”
وكان غلاسمان يبث فيديو هانوكا متعطشًا للدماء قارن فيه جيرمي كوربن مع أنطيوخوس الرابع، الملك الإغريقي الذي ثار عليه المكابيون، وهنّأ غلاسمان أتباعه قائلًا: “لقد نجحنا أيها المكابيون، قولًا وفعلًا، بالاحتجاج والتغريد، بمساعدة جواسيسنا وعملائنا.”
يُعد هذا جنونًا لحد كبير ولكن انتظر، فالأمر لم ينته عند هذا الحد.
يتبع الآن مجلس نواب اليهود البريطانيين سياسة الأرض المحروقة التوراتية لضمان ألا يهدد شيء من قبيل جيرمي كوربن الصهيونية على الإطلاق.
يتنافس حاليًا ستة مرشحين ليحلوا محل كوربن كزعيم في انتخابات تُختتم في الرابع من أبريل، وقد أطلق مجلس النواب اليهودي “عشر تعهدات لإنهاء أزمة معاداة السامية”، أو كما أوضح المجلس: “عشر نقاط أساسية نعتقد أن على حزب العمال البدء بها من أجل إصلاح علاقته مع المجتمع اليهودي.”
يكشف العنوان لوحده بالطبع الطبيعة الوهمية للوثيقة بأكملها بما أنه ليس هناك “أزمة معاداة للسامية” بالفعل في حزب العمل. فقد اختلقت هذه الفكرة بأكملها جماعات المصالح الصهيونية وضخمتها عبر الصحافة السائدة الراغبة في ذلك.
يسعى مجلس النواب اليهودي إلى ضمان هيمنة الخطاب حول معاداة السامية من خلال التجنيد الكامل لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة النازية لمعاداة السامية، وهي وثيقة IHRA التي تجمع بين نقد إسرائيل المعروف ومعاداة السامية.
من شأن هذه التعهدات أيضًا أن تجعل من الحركة اليهودية داخل حزب العمال وهي منظمة صهيونية، الجهة الحصرية التي تقدم نشاطات تدريبية ضد معاداة السامية، مستبعدةً المنظمات اليهودية التقدمية مثل الصوت اليهودي من أجل العمال، والتي يصنفها مجلس النواب اليهودي ضمن “المنظمات الهامشية” (جويش كرونيكل هو من وضع هذا التصنيف وليس مجلس النواب اليهودي)، ومستثنيةً كذلك إمكانية انضمام الأعضاء المدانين إلى حزب العمال أو تأييدهم في المستقبل.
فيما يلي القائمة التي تم وضعها:
1.حل الحالات العالقة: يجب إنهاء جميع الحالات العالقة والمستقبلية بسرعة ضمن إطار زمني محدد.
2.جعل الإجراءات التأديبية للحزب مستقلة: يجب قيام جهة مستقلة بمعالجة جميع الشكاوى، والقضاء على أي خطر من الحزبية والفصائلية.
3.ضمان الشفافية: ينبغي إعطاء الأطراف المتأثرة الرئيسية في الشكاوى، بما في ذلك الهيئات التمثيلية اليهودية، الحق في الحصول على معلومات منتظمة ومفصلة للحالة، تحت بند السرية.
4.منع إعادة قبول الجناة البارزين: يجب أن يكون واضحًا أن الجناة البارزين الذين غادروا أو طُردوا من الحزب، مثل كين ليفنجستون وجاكي ووكر، لن يتم قبولهم أبدًا في العضوية.
5.عدم منح مجال للتعصب: يجب تعليق عضوية أي نواب أو نظرائهم أو مستشارون أو أعضاء الدائرة الانتخابية في حزب العمال يدعمون أو يقومون بحملة أو يمنحون مجالًا للأشخاص الذين تم تعليقهم أو طردهم في أعقاب الحوادث المعادية للسامية.
6.تبني التعريف الدولي لمعاداة السامية دون قيد أو شرط: يجب تبني تعريف IHRA لمعاداة للسامية، بكل أمثلته وعباراته، ودون أي تحذيرات، بشكل كامل من قبل الحزب واستخدامه كأساس للنظر في القضايا التأديبية المعادية للسامية.
7. تقديم برنامج تعليمي مناهض للعنصرية يحظى بموافقة المجتمع اليهودي: يجب إعادة تنشيط الحركة العمالية اليهودية من قبل الحزب لقيادة التدريب على معاداة السامية.
8.التواصل مع المجتمع اليهودي من خلال مجموعاته التمثيلية الرئيسية: يجب أن يتعاون حزب العمال مع المجتمع اليهودي عبر مجموعاته التمثيلية الرئيسية، وليس من خلال المنظمات والأفراد الهامشيين.
9.التواصل بحزم: يجب أن تفسح العبارات العامة طريقًا لإدانة سلوكيات ضارة معينة – وعند الاقتضاء، إدانة أفراد معينين.
10.التحلي بالقيادة وتحمل المسؤولية: يجب على القائد أن يتحمل شخصيا مسؤولية إنهاء أزمة معاداة السامية.
يمكن النظر إلى بعض النقاط ظاهريًا على أنها تعالج المخاوف الحقيقية بشأن معاداة السامية واليهود. لكن كما يُظهر عنوان القائمة، فإن التركيز على القلق المفرط لليهود ليس حقيقي، بل استخدام هزيل لـ “معاداة السامية” من أجل القضاء على التضامن مع فلسطين وجعل الحزب أكثر وسطية وصهيونية.
وكانت ماري فان دير زيل – رئيسة مجلس النواب اليهودي – قد صرحت قائلة: “لقد دُمرت العلاقة بين حزب العمل والمجتمع اليهودي بشكل كامل، وهي التي كانت قوية جدًا في الماضي، إن أولئك الذين يسعون إلى قيادة حزب العمال سيؤيدون علنًا وبشكل كامل هذه التعهدات العشرة، مع التعهد في حال انتخابهم كزعيم أو نائب بالتزامهم بضمان اعتماد كل هذه النقاط. ”
وقد وقع خمسة من أصل ستة مرشحين في الفخ وأعلنوا اعتماد هذه الشروط الكارثية في غضون ساعات. وبحلول يوم إعلان مجلس النواب اليهودي لهذه الشروط، لوحظ أن كلايف لويس فقط لم يؤكد بعد الالتزام بهذه الشروط.
نرى هذا يحدث مرارًا وتكرارًا، في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فأولئك الذين يظهرون تضامنًا مع الفلسطينيين يُشوهوا بصفتهم متشددين، ويتم ترهيبهم تحت مبرر “معاداة السامية”، والتي باتت تعني “أي شخص يتحدى التعصب اليهود “. الرسالة واضحة إلى أي شخص يفكر في قيادة حزب العمال، وهي: لا تعبث مع الصهيونية، وإلا سنهاجمك بقوة، بل وأسوأ من ذلك.
مصدر المقال:
https://mondoweiss.net/…/british-jewish-board-of-deputies-…/