مقالات

في الذكرى العاشرة لمجزرة مرمرة… مجلس العلاقات يكرر دعوته لمحاسبة الاحتلال على جريمته

دعا مجلس العلاقات الدولية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على المجزرة التي ارتكبها في مثل هذا اليوم قبل عشرة أعوام والتي قتل فيها 9 متضامنين أتراك على متن سفن أسطول الحرية.

وقال المجلس في بيان صدر عنه اليوم الأحد أن على العالم ألا يسمح للاحتلال بالإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبها والتي لن تسقط بالتقادم، وأن يكرم ذكرى هؤلاء الأبطال بالضغط من أجل الهدف الذين ضحوا لأجله وهو رفع الحصار كاملاً عن غزة.

ووجه المجلس التحية لكل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني حول العالم، مؤكدًا أن التاريخ لن ينسى مواقفهم من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وأن المجرم سيُحاسب عاجًلا أو آجلًا.

وكان 9 متضامنين أتراك قد قًتلوا وجُرح 55 أخرون في مجزرة أسطول الحرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مستهدفةً به نشطاء سلام على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية بعد ان اقتحمت كبرى سفن القافلة، سفينة “مافي مرمرة”، التي تحمل 581 متضامنًا من حركة غزة الحرة.

انجرار العالم وراء معارضي أردوغان

بدأ حزب العدالة والتنمية، الذي يسيطر على تركيا، في عملية من شأنها توسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان والسماح بتمديد حكمه حتى العام 2029. وقد قدم الحزب أمس اقتراحا للبرلمان من اجل تغيير الدستور والغاء منصب رئيس الحكومة، ومنح الرئيس صلاحية تعيين الوزراء في النظام. وبعد المصادقة المتوقعة في البرلمان سيتم نقل التغييرات إلى الاستفتاء الشعبي ـ واذا وافق عليها المواطنون فستصبح سارية المفعول في 2019.

لقد أثبت الجمهور في تركيا في الانتخابات الاخيرة بأنه يميل للوقوف إلى جانب أردوغان ـ هذا رغم الانتقادات الكثيرة التي تم اسماعها ضده في المجتمع الدولي. وحسب رأي من يؤيدون النظام فإن الانتقادات صاخبة إلى درجة أنه لا يمكن سماع صوتها الحقيقي ـ هذا كان ايضا السبب لإقامة صحيفة «ديلي صباح». ومنذ إنشائها قبل عامين قيل إنها «بوق الحكومة» أو «منصة أردوغان». ولكن محرر الصحيفة، ساردار كرغوز، قال لصحيفة «هآرتس»: «لا أحد يفرض علي ما أفعل، وأنا استطيع قول ما أريد. يقولون إن تركيا هي دولة تتدهور نحو الديكتاتورية وتقوم بتقييد حرية التعبير، لكن ذلك غير صحيح. أنا أعمل في هذه الصحيفة واؤيد الحكومة الحالية لأنني اؤمن بذلك كشخص مستقل وحر بشكل كامل». وحسب اقوال كرغوز، فإن كثيرين من الجمهور في تركيا يعتقدون أن انتقاد الحكومة هو الذي يحدد نمط وسائل الإعلام الاجنبية، حتى لو كان ذلك مخالفا لما يريده الشارع في تركيا. «كان هناك صحافيون من وسائل الإعلام الاجنبية جاؤوا إلى هنا في السابق. وعندما رأيت ما قاموا بنشره لاحظت كيف أن أقوالي تم اقتباسها بشكل معين كي تناسب أجندة معينة وضد أردوغان».

«هناك جماعة تستمد منها وسائل الإعلام الاجنبية اغلبية اخبارها، وهي جماعة علمانية يسارية»، قال أنس بيركلي، مدير البحث في معهد ابحاث «ستاه» السياسي. «منذ بداية الثمانينيات نشأت نخبة محافظة أكثر. ورغم هذا التغيير، فإن نظرة وسائل الإعلام الاجنبية ما زالت ملك للنخبة القديمة. وهي تمثل مواقف هذه الجماعة»، أضاف. معهد ستاه يعتبر مؤيدا للحكومة، وهناك من يعتبره «بوق الحكومة».

هذه النخبة الجديدة تشمل آسلي، وهي من عائلة معروفة بتأييدها لحزب العدالة والتنمية وأردوغان. وقد اضطر عماتها للتنازل عن عدة فرص مثل مؤسسة التعليم العالي التي أرادوا التعلم فيها، على ضوء منع النساء من وضع غطاء الرأس في الاماكن العامة، حين تحولت تركيا إلى دولة علمانية في العام 1923. فقد اضطررن إلى الاختيار بين التعليم العالي والدين. وتحت حكم أردوغان تمكنت آسلي من الالتحاق بالمؤسسة للدراسة وهي تصل إلى الجامعة مع غطاء الرأس.

والدها ايضا الذي هو من أصل كردي، يؤيد أردوغان رغم معارضة الاكراد لنظامه. وهذا على خلفية التحسين الاقتصادي الذي يقف أردوغان من ورائه.

«يمكن القول إن 90 في المئة من الذين صوتوا لأردوغان قاموا بذلك لاسباب عملية»، قال بيركلي، «قبل البدء بسيرته السياسية كرئيس لبلدية اسطنبول، كان هناك انقطاع للمياه والكهرباء بشكل يومي، واكوام للقمامة شكلت مصدرا للانفجارات والحرائق.

ومنذ دخوله إلى السياسة نحن نشهد تطورا اقتصاديا لم نشهده من قبل». وحسب اقواله، من بين المصوتين لأردوغان هناك 10 في المئة فقط ممن يؤيدونه لاسباب ايديولوجية.

حسب استطلاعات معهد الابحاث التركي «متروبول» فإن نسبة تأييد أردوغان في 2012 كانت 71 في المئة. وفي انتخابات 2014 تراجعت نسبة التصويت لأردوغان إلى 52 في المئة. وبعد ذلك أظهرت الاستطلاعات أن أقل من 50 في المئة قاموا بتأييده. ومع ذلك، ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة في آب الماضي أظهرت استطلاعات مركز الابحاث أن تأييد أردوغان زاد ليصل إلى نسبة 67 في المئة.

«إن أردوغان هو الخيار الأفضل»، قال محمد، الطالب في اسطنبول، «ما هو البديل؟ هناك الحزب الكردي الذي هو حسب رأيي حزب إرهابي كردي. وليس هناك مرشحون معقولون للاحزاب القومية المتطرفة. وهناك احزاب تسجد لايديولوجيا أتاتورك التي لم تعد مناسبة في الوقت الحالي. وهذا الحزب هو حزب غير مستقر. ما بقي إذا هو حزب العدالة والتنمية الذي هو الخيار العملي الافضل. فأفكاره أكثر منطقية وحكمه مستقر ويمكن الاعتماد عليه».

سواء نبع ذلك من اعتبارات ايديولوجية أو عملية، فقد وصل عدد كبير لتأييد أردوغان بعد محاولة الانقلاب، والعدسات الاجنبية تابعت الجموع الغفيرة التي تظاهرت. والعيون الاجنبية قد تعتبر أن هذه عبادة مبالغ فيها للشخص، وهي تذكر بالانظمة الفاشية. «هؤلاء اشخاص يناضلون من اجل مستقبلهم»، قال بيركلي.

رد أردوغان على محاولة الانقلاب الذي أثار الانتقادات في العالم، غير مرفوض بالنسبة لكثيرين من مؤيديه. لقد اتهم أردوغان فتح الله غولن بمحاولة الانقلاب. وبدأ بحملة واسعة ضده وبحملة تطهير ضد «اليزمط»، وهو حزب تابع لغولن. ويعتبر اليزمط في اوساط الاجانب حركة إسلامية معتدلة، هكذا يتم وصفه باللغة الانجليزية. ولكن بالنسبة لكثيرين من الاتراك فإن عدم التدقيق في المميزات المختلف فيها لدى هذا الحزب، هو مثابة انقطاع عن الواقع.

يتم التعامل مع حزب غولن في تركيا على أنه جماعة دينية منغلقة هدفها التغلغل إلى أكبر عدد من المؤسسات للسيطرة على الحكم. وقد عززت اقتباسات من خطابات غولن هذا الموقف، اضافة إلى الافلام الوثائقية ومقالات في صحف مختلفة، الامر الذي أثر على الرأي العام في تركيا.

على مدى السنين كانت العلاقة بين الحزب والحكومة متقلبة، وتحركت بين مكانة غير قانونية وإدانة لغولن، وبين الغاء الادانة في ظل حكم أردوغان، وكانت هناك فترة أصبحت فيها العلاقة مع الحكومة جيدة وفيها تعاون. وكل ذلك تغير في العام 2013 عندما تم الكشف عن قضية الفساد التي شملت المقربين من أردوغان وهددت بتوريطه هو نفسه. أردوغان أعلن أن فضيحة الفساد هذه تمت فبركتها من قبل اشخاص يحسدونه على نجاحه. وقد قصد حركة غولن الذي خدم الكثير من أتباعه في الشرطة. وفي العام 2014 تم الاعلان عن حركة غولن في تركيا على أنها منظمة إرهابية تحاول اسقاط النظام.

في الوقت الذي فوجئت فيه وسائل الإعلام الاجنبية من عملية التطهير الشاملة في الاشهر الاخيرة، واعتبرت ذلك بداية توجه تركيا نحو الديكتاتورية، تنفسوا في تركيا الصعداء. وبالنسبة لكثير من الجمهور، بدأ أردوغان أخيرا في التخلص من السرطان، مثلما قال عن حركة الغولنيين وكما اعتبرها الكثيرين.

حتى الآن تم اعتقال أو طرد 100 ألف شخص من اماكن عملهم، منهم معلمون واكاديميون وقضاة وجنود ورجال شرطة وموظفون في القطاع العام. إن عملية التطهير تهدف، كما قال أردوغان، إلى التخلص من أتباع غولن.

«أنا لا أنفي امكانية وجود اخطاء، وتضرر اشخاص أبرياء»، قال كرغوز، «لكننا نعيش في دولة ديمقراطية. وديمقراطيتنا قوية. والبريء ستتم تبرئته في نهاية المطاف». «أنت تعتقدين أن هذه الاقالات تؤثر على الشخص العادي كما تؤثر على وسائل الإعلام الاجنبية؟ بالتأكيد لا. الشخص البسيط كان مسرورا لأننا نتخلص منهم»، أضاف.

«لقد ذهبت إلى أحد مقرات اليزمط»، قال محمد، «وغادرت المكان بسرعة لأن الاجواء هناك كانت غريبة. أنت تأتي من اجل الحصول على الخدمة، التي كانت جيدة ـ المساعدة في الدروس البيتية، المساعدة في التحضير للجامعة والنوم ايضا لمن يحتاج. ولكنك تشعر بأن الايديولوجيا توجد هناك بشكل معين، حتى لو وصلت من أجل التعلم».

هناك من قام بتخصيص جزء كبير من وقته وعلى مدى سنين من اجل الكشف عن الجوانب المظلمة لحركة غولن واثبات ذلك. ويمكن ايجاد ذلك في الفيلم القصير من الثمانينيات الذي طلب فيه غولن من أتباعه الوصول إلى الاماكن المفصلية من اجل السيطرة على الدولة في الوقت المناسب. وقد قال غولن عن هذا الفيلم وأفلام اخرى، إنه تم اخراج اقواله عن سياقها. حنفي أباجي، ضابط شرطة رئيسي سابق، نشر في العام 2010 كتابا يصف ليس فقط الطرق التي وصل من خلالها رجال غولن إلى قيادة الشرطة، بل كيف اختلقوا فضائح وزوروا شهادات لمن كان يقف في طريقهم من اجل التخلص منه. وايضا من خلال قضاة ومحامين تابعين لهم. وقد أصبح هذا الكتاب من الكتب الاكثر مبيعا. وبعد ذلك تم اتهام أباجي بالعلاقة مع منظمة إرهابية، الامر الذي نفاه. وحكم عليه 15 سنة سجن.

اضافة إلى ذلك، وسائل الإعلام المحلية قالت إن هناك الكثير من قادة الازوتاريين الذين يؤيدون غولن. ولكن إذا كانت نظرية المؤامرة الخاصة بحركة غولن صحيحة، فليس من الواضح إلى أي درجة تورط فيها المؤيدون العاديون. ومن بين اولئك الذين يعتبرون حركة غولن جماعة منغلقة تهدد بالسيطرة، هناك من يعتقدون أن أتباع حركة غولن هم اشخاص بسطاء مع نوايا حسنة، تم تضليلهم وانجروا بشكل أعمى لقائدهم. في هذه الحالة، هل من الصحيح التخلص من 100 ألف شخص، بناء على شهادات مثل: فتح حساب في البنك التابع لغولن؟ أو التعليم في المدرسة التابعة لغولن؟ وإلى أي درجة كانت قوائم التطهير صحيحة؟.

«منظمات حقوق الانسان ترغب في القول إن هذه التطهيرات أضرت بحقوق الانسان»، قال بيركلي، «لكن كانت هذه فرصة للآخرين لاستعادة حقوقهم. الغولنيين تسللوا إلى الجهاز بشكل قوي إلى درجة أضرت بمن هم ليسوا من حركة غولن. لقد كانوا يصلون إلى المؤسسات الرسمية ويحضرون اصدقاءهم. وهناك أماكن لا يمكنك البقاء فيها إذا لم تكن من أتباع غولن».

هآرتس 11/12/2016

تقدير: علاقات تركيا وإيران بالمقاومة تتأرجح بين البرود والتعاظم

أكد تقدير موقف أعده مجلس العلاقات الدولية على أن فصائل المقاومة الفلسطينية يمكنها أن تلعب دور إيجابي في الصراع الطائفي المُحتدم ومحاولة التنفيس من حالة الاحتقان لتوجيه الأنظار نحو القضية الفلسطينية.

وأوصى التقدير الذي جاء بعنوان “سلوك تركيا وإيران السياسي تجاه المقاومة الفلسطينية بين المصالح والمبادئ” بضرورة أن تتعامل القيادة الفلسطينية بموقف موحد تجاه كافة الأطراف العربية والإقليمية، وأن تدير الأطراف الفلسطينية خلافاتها مع إيران بطريقة مختلفة والتركيز فقط على أهمية القضية الفلسطينية بعيداً عما يحدث في الإقليم.

وأشار إلى أهمية تنويع العلاقات مع إيران وعدم اقتصارها كما السابق على المالي والعسكري، والضغط عليها للفصل بين موقفها من القضية الفلسطينية، وصراعاتها في الإقليم.

وفيما يتعلق بتركيا، أوصى التقدير بفتح أفاق جديدة للعلاقات مع تركيا في المجالين الاقتصادي والثقافي، واستغلال حالة التعاطف التركي مع القضية الفلسطينية، إلى جانب الأدوار التي يمكن لتركيا أن تلعبها في عدة ملفات أبرزها الانقسام الفلسطيني، وملف صفقة تبادل الأسرى، خاصةً بعد تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع “إسرائيل”، مبيناً أن الوزن السياسي الكبير لتركيا يؤهلها لوضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى.

وطرح التقدير ثلاثة سيناريوهات لطبيعة العلاقة بين فصائل المقاومة وكل من تركيا وإيران على ضوء المعطيات الحالية، تقدمها تخلي تركيا وإيران عن دعم القضية والمقاومة، مضيفاً أن ذلك “يبقى وارد بالنسبة لعلاقات إيران بالمقاومة الفلسطينية وخصوصاً حركة حماس، لكن علاقة تركيا بحماس من الصعب مقارنتها بالعلاقة الحمساوية الإيرانية”.

وتابع أن “إيران كانت توجه غالبية دعمها نحو المال والسلاح، بينما تركيا تُركز دعمها نحو الاقتصادي والإنساني، وهو أمر لا يزعج الأطراف الأخرى بما فيها “إسرائيل”، لذلك وقف تركيا دعمها للمقاومة أمر يبدو مستبعد”.

وأوضح التقدير أن ما يُعزز هذا السيناريو فيما يتعلق بإيران هو حملها لراية فلسطين ونجاحها في ذلك لسنوات طويلة، لدغدغة مشاعر الرأي العام الإيراني والعربي، وتوقيع إيران لاتفاقها النووي مع الغرب الذي قلص من فرص مواجهتها مع الغرب أو إسرائيل لأنها أصبحت لاعب مهم ومقبول دولياً في الشرق الأوسط.

وأما تركيا فهي تمر بأزمات داخلية وخارجية متلاحقة وانهيار مبدأ “تصفير المشاكل” الذي انتهجته عام 2002، ما يمكن أن يدفعها نحو مراجعة مواقفها الإقليمية الحادة في الفترة القادمة، في ظل تأزم الوضع السوري.

وعلى ضوء ذلك من المحتمل أن تتجه تركيا نحو إعادة هيكلة العلاقات مع حركة “حماس” على وجه التحديد، لكن ذلك يمكن أن نطلق عليه “تراجع تكتيكي” لا تخلي، وفق التقدير.

والسيناريو الثاني: برود العلاقات وتحولها إلى علاقة عادية وهو الأقرب في الوقت الحالي بالنسبة لعلاقات إيران بقوى المقاومة، لكن علاقات الأخيرة مع تركيا أفضل حالاً، لكن الوزن النسبي لهذا السيناريو أقوى من السيناريو الأول.

وما يُعزز هذا السيناريو بحسب التقدير هو تراجع موقع القضية الفلسطينية في ظل تعدد الصراعات السياسية والطائفية في المنطقة، واستمرار الأزمتين السورية والعراقية وانشغال إيران وتركيا بمحيطهما الحيوي. كما أن تركيا حريصة على مراعاة حسابات التوازن مع إسرائيل وتخصيص دعمها في المجالات الاقتصادية والاغاثية.

وذكر التقدير بعض العناصر التي تنفي هذا السيناريو وأبرزها حرص إيران على استقطاب حركة حماس إلى جانب حلفاؤها المركزيين في المنطقة من أجل دعم مواقفها، كما أن دعم المقاومة الفلسطينية يمثل التزام قيمي بالنسبة لحزب العدالة والتنمية في تركيا.

والسيناريو الثالث: تعاظم الدعم التركي الإيراني للقضية الفلسطينية، وهذا السيناريو له وزن نسبي أكبر من السيناريو الأول لذلك يمكن القول أن علاقات تركيا وإيران بالمقاومة ستتراوح بين السيناريو الثاني والثالث.

بالنسبة لتركيا فإن علاقتها مع المقاومة الفلسطينية ما تزال في إطارها الداعم، فهي حريصة على تقديم دعمها الاقتصادي والاغاثي والإعلامي، وما يُعزز هذا السيناريو أهمية حماس والجهاد الإسلامي الكبيرة في برنامج المقاومة التي تبنته إيران، وهو ما أعطى تحالف المقاومة زخماً على الساحة الإقليمية، بالإضافة إلى عدم وجود فصيل فلسطيني بديل يمكن لإيران أو تركيا الاعتماد عليه.

وبين التقدير أن ما يرجح هذا السيناريو أن المقاومة الفلسطينية هي مفتاح دخول القوى الإقليمية للقضية الفلسطينية، خاصةً وأن قطاع غزة يمثل الحلقة الأهم كونه الوحيد الذي لديه القدرة على إحراج “إسرائيل”.

لتحميل التقدير وقراءته برجاء الضغط هنـــــا

في ندوة عقدها مجلس العلاقات الدولية مختصون: تركيا ستكون أكثر دعما للقضية الفلسطينية بعد فشل الانقلاب

غزة

“تركيا بعد الانقلاب أقوى منها قبله، فقد اكتسب النظام تأييد الشعب” هذا ما أكد عليه المختصون، في ندوة عقدها مجلس العلاقات الدولية في غزة بعنوان “التطورات الأخيرة في تركيا وتداعياتها على القضية الفلسطينية”، والتي استضاف فيها عبر السكايب -من اسطنبول- الخبير في الشأن التركي م. معين نعيم، ومن غزة المختص في الشأن التركي م. أنور عطا الله، وحضرها لفيف من المثقفين والمتابعين للشأن التركي.

وفي كلمة مجلس العلاقات الدولية أكد رئيس المجلس د. باسم نعيم على اهتمام مجلس العلاقات الدولية بمتابعة الأحداث السياسية الخارجية والداخلية المؤثرة على القضية الفلسطينية، وعقد الندوات وورش العمل بخصوصها، إضافة إلى إصدار المجلس لعدد من “تقديرات الموقف” والبيانات بشأنها، وأشار د. نعيم إلى ضرورة فهم المثقف الفلسطيني لما يحدث في الساحة التركية لعمق ومتانة العلاقات الفلسطينية التركية وانعكاسها على القضية الفلسطينية.

وتحدث في بداية الندوة الخبير في الشأن التركي م. معين نعيم والمقيم في تركيا، عن نشأة جماعة فتح الله غولن، وكيف أنها اتخذت في بداياتها وجها خيريا وصوفيا، حتى تمكنت من إنشاء تنظيم موازي داخل الدولة التركية، وظهرت خطورتها عندما بدأت بالتماهي مع متطلبات الجهات الغربية وخاصة الاستخباراتية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة.

كما لم ينف م. نعيم وجود تحالف بين حزب العدالة والتنمية، وجماعة غتح الله غولن في بداية وصول الأول إلى سدة الحكم، على قاعدة مواجهة التيارات العلمانية في الدولة، وقال ” لم نكن نتوقع انقلابا بالمطلق”، مشيرا إلى وجود سوء تقدير استخباراتي لحجم المؤامرة على الدولة من هذه الجماعة، مفسرا إسراع جماعة غولن في القيام بالانقلاب، لشعورهم بخطورة خطوات التصالح التركية مع الجوار، وعلمهم بوجود قرارات اعتقال واسعة في صفوف الجماعة.

ثم تعرض م. نعيم بالتفصيل لخطوات الدولة التركية والتي وصفها بـ “الخطوات الجريئة”، لتوزيع مصادر القوة داخل الدولة، وتطهير أجهزتها من التنظيم الموازي، مؤكدا أن ذلك ليس بالأمر السهل، ولكنه “الممر الإجباري الذي على تركيا سلكه لإنقاذ مستقبلها”.

وفي إطار إجابته على بعض الأسئلة من الحضور أكد م. نعيم على موقف المعارضة التركية بكافة أطيافها حيث وقفت منذ اللحظة الأولى ضد الانقلاب لما تعلمه من خطورته على الدولة التركية، وقال ” إن الجيش رغم تحفظه على بعض الإجراءات إلا أنه يدعم هذه الخطوات التي من شأنها أن تعزز مهنيته وحياديته السياسية” بعد أن تزعزت قدسيته في نفوس الشعب التركي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.

وفي إجابته على سؤال كيف ستتأثر القضية الفلسطينية بسياسات تركيا الخارجية، أجاب م. نعيم ” إن تركيا ستكون أكثر قوة وأكثر دعما لفلسطين وشعبها وقضيته العادلة”، الأمر الذي وافقه فيه المختص في الشأن التركي م. أنور عطا الله مشددا أن تركيا بعد يوليو 2016 غير ما قبله، وقال ” سيكون لتركيا احتراما أكبر لدى إسرائيل وأوروبا وأمريكا لأن الشعب وقف مع قيادته ضد الانقلاب للحفاظ على مكتسبات التجربة النهضوية التركية”، مؤكدا أن تركيا من الآن وصاعدا ستكون أكثر دعما للقضية الفلسطينية وأكثر قوة في التعامل مع إسرائيل.

وأشار م. عطا الله إلى أنه أجرى عددا من الاتصالات مع رجالات الدولة التركية المعنيين في الشأن الفلسطيني، وأكدوا لهم على امتنانهم للشعب الفلسطيني على وقفته المناهضة للانقلاب والمساندة لتركيا، كما نقل على لسانهم “استمرار دعم الدولة التركية بكافة مستوياتها للقضية الفلسطينية” كما توقع عطا الله أن تلعب تركيا في المستقبل دور الوسيط سواء بين الفرقاء الفلسطينيين أو بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

13957364_1836605989894315_1486785965_n

13956927_1836605923227655_780914711_n

13936845_1836606003227647_1514409812_n

13942609_1836606009894313_1132733525_n

13933086_1836605953227652_1697153008_n

بيان صادر عن مجلس العلاقات الدولية إلى القمة الانسانية المنعقدة في اسطنبول

السيد/ رجب طيب أردوغان … رئيس الجمهورية التركية

السيد / بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة

السادة رؤساء الدول والملوك والأمراء ورؤساء الحكومات، ورؤساء المؤسسات الدولية المشاركين في قمّة إسطنبول الإنسانية/

فإنّ قطاع غزة يعاني من حصار غير إنساني وغير قانوني لأكثر من عشر سنوات.(1) هذا الحصار الذي فرضته اسرائيل، قوة الاحتلال بغطاء دولي، عبر الرباعية الدولية، أدى الى تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية في قطاع غزة، الى الدرجة التي دفعت الامم المتحدة لتؤكد في تقاريرها أنّ غزة غير قابلة للحياة في ٢٠٢٠.(2)

كثير من التقارير الدولية تتحدث عن نسب فقر هي الاعلى في العالم حيث وصلت إلى حوالي ٨٠٪، والبطالة إلى حوالي ٤٣٪، وتصل بين الشباب الى ٦٥٪، ووصل نسبة اعتماد الأسر على المساعدة الغذائية الى ٨٥٪، ونسبة مياه القطاع غير صالحة للشرب وصلت إلى أكثر من ٩٥٪. (3)

وكما تعلمون فإنّ حركة الفلسطينيين على المعابر محدودة جداً. ومحفوفة بكثير من المخاطر. هذا عوضاً عن كثير من المشاكل النفسية التي تنتشر بين السكان وخاصة الشباب والأطفال، كالخوف والاحباط والقلق والتبول اللاإرادي. وفي هذا السياق لابد من التأكيد على أنّ ما تدعيه إسرائيل من تخفيف القيود وتسهيل حياة الناس، يكذبه الواقع، اذ أنّ ما يدخل قطاع غزة اليوم لا يتجاوز ٢٪ مما كان يدخل غزة قبل عام ٢٠٠٧، حسب التقارير الدولية. (4)

السيدات والسادة /

رغم كل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي يمرّ بها قطاع غزة تحت احتلال غاشم وحصار ظالم، إلاّ أنّ شعبنا الفلسطيني لازال لديه الأمل في صحوةٍ للضمير العالمي، لينهي معاناة شعبنا، وذلك بتخليصه من هذا الاحتلال العنصري والحصار الظالم. ولهذا نتطلع لهذه القمة الاستثنائية في موضوعها وتوقيتها لتوجيه رسالة قوية ومحددة للاحتلال الاسرائيلي لإنهاء حصاره لغزة فوراً.

غزة، أيها السيدات والسادة، لا ترغب في البقاء على قيد الحياة فقط، بل تتطلع الى مستقبل أفضل، تساهم فيه مع الإنسانية جمعاء، في بناء عالم أكثر حرية وأكثر إنسانية.

نحتاج فقط لمساعدتكم

مصادر المعلومات أعلاه:

  • اللجنة الدولية الصليب الأحمر

https://www.icrc.org/eng/resources/documents/film/palestine-video-140610.htm

  • الاونروا

http://www.unrwa.org/userfiles/file/publications/gaza/Gaza%20in%202020.pdf

  • البنك الدولي

http://www.worldbank.org/en/news/press-release/2015/05/21/gaza-economy-on-the-verge-of-collapse

  • الاونكتاد

http://unctad.org/en/Pages/PressRelease.aspx?OriginalVersionID=260

المجلس يزور “ياردم إلى” التركية لشكرها على التعاون

غزة- اللجنة الإعلامية:

زار وفد من مجلس العلاقات الدولية في فلسطين ممثلاً برئيس مجلس إدارته الدكتور باسم نعيم وعضو مجلس الإدارة أ. تيسير محيسن جمعية “ياردم إلى” التركية مساء الاربعاء لشكر الأخيرة على حسن التعاون المشترك وافتتاحه بتنفيذ دورة تختص باللغة الإنجليزية.

واستقبل الوفد رئيس الجمعية في غزة المهندس هاني الأغا ومدربة الدورة أ. هلا العشي، حيث شكر د.نعيم الجمعية على تعاونها مع المجلس في إنجاز هذه الدورة المختصة باللغة القانونية والسياسية لمجموعة من المهتمين، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون بين الطرفين في إنجاز نشاطات أخرى في المستقبل.

وتم في نهاية الزيارة تقديم درع شكر للجمعية وشهادة عرفان للمدربة تقديراً لهم على جهودهم المبذولة.

IMG_5123

IMG_5118

IMG_5121