خلال ندوة لمجلس العلاقات الدولية.. كاتب أميركي: الدعم الأميركي لإسرائيل لا يمكن استمراره والفلسطينيون مطالبون بدحض الرواية الصهيونية المسيطرة

غزة – وحدة الإعلام

عقد مجلس العلاقات الدولية ندوة سياسية بعنوان “أميركا عقبة في طريق السلام”، ألقاها الكاتب الأميركي جيريمي هاموند، للحديث عن آفاق العلاقة الأمريكية الفلسطينية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.

ورحب د. باسم نعيم رئيس المجلس بالحضور، مبيناً أهمية تسليط الضوء على تداعيات السلوك الأمريكي تجاه الفلسطينيين في عهد ترامب، في ضوء التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الجديد قبل وعقب فوزه بالانتخابات الأمريكية.

من جهته، شكر هاموند مجلس العلاقات على استضافته، مؤكداً أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل مالياً واقتصادياً وزادت قيمة الدعم لـ 3.8 مليار دولار، فضلاً عن توفيرها لضمانات القروض من دافعي الضرائب الأمريكية لصالح اسرائيل.

وقال هاموند الحاصل على جائزة المحلل السياسي المستقل، أنّ أمريكا دولة صهيونية بطبيعة تركيبتها وأنّ كثير من الأمريكان يدعمون إسرائيل من منطلقات دينية أيدولوجية، وإن جرائم إسرائيل تتم بأسلحة أمريكية متنوعة، بالاضافة لتقديم الدعم الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل، ويظهر ذلك جلياً من خلال استخدام الولايات المتحدة للفيتو بحق العديد من القرارات الدولية التي تدين الاحتلال.

وأضاف أن تعريف الولايات المتحدة لعملية السلام، بأنها منع حل الدولتين، ومنع تطبيق القانون الدولي على إسرائيل، مبيناً أن السلطة الفلسطينية تخدم وجود إسرائيل.

ونبّه الكاتب الأميركي الى أنه لا يمكن استمرار الدعم الأمريكي الرسمي لإسرائيل، لأن هناك تغير في الرأي العام الأمريكي من أجل الحد من الدعم الرسمي للاحتلال.

وأوضح أن السلطة الفلسطينية تقوم بدور العميل للإحتلال، ومن بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات أصبح رئيس السلطة محمود عباس مستفيدا من الوضع القائم للسلطة بشكل شخصي، ورغم أنه وصل إلى سدة الحكم بالإنتخابات إلاّ أنه رفض انتخاب حماس بشكل ديمقراطي.

وأشارهاموند الى أنه عند حصول السلطة على دولة غير عضو بالأمم المتحدة، أصبحت مترددة في ملاحقة اسرائيل في المؤسسات الدولية بعد تهديد الولايات المتحدة لها بقطع الدعم عنها، منوهاً الى تصريحات وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري بأن “إنهيار السلطة جراء توقف الدعم عنها سيؤثر على إسرائيل”.

وبيّن أن عباس مستفيد من الوضع الحالي، “ولذا لا بد من الشعب الفلسطيني لأن يستبدله بقيادة جديدة تساهم في تغيير الوضع كي يتمكن من التحرر من الاحتلال”، على حد تعبيره.

وذكر المحلل السياسي أن وسائل الإعلام الأمريكية تكرر الخطاب الصهيوني، قائلاً: “يجب وقف إصرار وسائل الإعلام الأمريكية في فرض وجهة النظر الصهيونية، هناك مدافعون عن إسرائيل ويقولون أن عودة اللاجئين الفلسطينيين تمثل انتحاراً لإسرائيل”.

وتابع: “هذه حرب إعلامية تشنها إسرائيل ومن يدافع عنها، وهناك مظلومية فلسطينية لا يتم ذكرها في وسائل الإعلام الأمريكية، ولا يعرفون الحقائق عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأكد على ضرورة أن يكثف الفلسطينيين جهدهم الإعلامي للوصول إلى المواطن الأمريكي البسيط ودحض الرواية الصهيونية المسيطرة.

كما أكد أن إنتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة في وجود حكومة نتنياهو المتطرفة، يشكل فرصة للفلسطينيين للتحلل من مسيرة السلام الوهمية والتوجه نحو المجتمع الدولي لملاحقة إسرائيل، وأكد أن ترامب أفضل للفلسطينيين من كل من سبقه لأنه واضح وصريح.

يذكر أن للكاتب الأميركي جيريمي هاموند عدة مؤلفات تحدث فيها عن الصراع العربي والفلسطيني الاسرائيلي وهو حاصل على جائزة المحلل السياسي المستقل، وحاصل على جائزة في الصحافة الاستقصائية لتغطيته دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في عدوانها الشامل على قطاع غزة عام 2008.

24 بلدًا في العالم نجحت روسيا في التدخل في صناعة رؤساءها

بقلم: ليوبوف ستيبوشوفا*

برافدا

في خضم السابق الانتخابي الذي تشهده الكثير من الدول حول العالم، لم تتباه إلا الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الماضية، ومن جهة أخرى، يبدو أن روسيا الآن تتجه نحو سياسة “القوة الناعمة”، عن طريق العديد من الوسائل، لعل أبرزها المادية.

ولكن ماذا عن الاقتصاد الذي ساهمت روسيا في تدميره؟ وكيف تمكنت من تحويل نفسها إلى مركز إقليمي؟ وهل حقًا تعجز روسيا عن التدخل في أوكرانيا، بينما تمكنت من اختراق الولايات المتحدة الأمريكية؟

نحن غير مستغربين، هذا هو بوتين

تمكنت روسيا من التأثير على انتخابات نحو 24 دولة، على مدى الأربع سنوات الماضية، وفي هذا الصدد، أقر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، في إحدى جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن هذه المجموعة ربما تشمل أكثر من عشرين دولة.

وأضاف كلابر أن موسكو حاولت التأثير على نتائج الانتخابات والآراء السياسية والشعبية بدرجات متفاوتة في العديد من البلدان، إلا أنه من غير الممكن ذكر أسمائها أو تفاصيل سبل التأثير عليها وفرض النفوذ الروسي داخلها.

وفي السياق نفسه، صرح دبلوماسيون أوروبيون “مما لا شك فيه، ستحاول روسيا التأثير على الحملات الانتخابية القادمة في سنة 2017، كما أنها ستتحرك على نطاق أكبر في سبيل تحقيق هدفها”.

ومن جهتها، صرحت مصادر حكومية ألمانية لصحف محلية: “في هذه المرحلة، لا يمكن الحديث عن الهجمات الإلكترونية والشائعات والحرب الدعائية التي تنتهجها روسيا، ولكن يمكن الإقرار بأن ما تشهده ألمانيا هي حملة انتخابية جديدة في هيئة غير مسبوقة من نوعها”.

أما رئيس لاتفيا السابق فالديس زيت ليرس، فقد أكد في حوار له مع قنوات إخبارية أن الانتخابات المقبلة في مختلف دول العالم ستتأثر بالتدخل الروسي، وستسمح لموسكو بالتغلغل في أعماق هياكل الحكم في هذه الدول.

ومن جانب آخر، أكد دبلوماسيون آخرون أن هذه التصريحات ليست مجرد ادعاءات، وإنما هي مبنية على أدلة تثبت محاولات روسيا النشطة والفاعلة للتأثير على الانتخابات في مختلف الدول، حتى تتمكن من السيطرة على هياكل الحكم مستقبلاً، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الطموحات الروسية ليست دليلاً على التفكير الإيجابي لروسيا، وإنما هي برهان على أن موسكو لا تفكر إلا في مصلحتها الشخصية ومستقبلها في المنطقة.

   أن روسيا تعتمد بالأساس على أسلوب استراتيجي متميز لتنفيذ مخططاتها، يتمثل في التغلغل في الأجهزة الأمنية للبلدان المستهدفة، ولهذا السبب، حذر الرئيس البلغاري السابق روسين بليفنلييف، الاتحاد الأوربي من التهديد الروسي الذي يعمل على زعزعة استقرار أراضيه

ومن الواضح أن روسيا تعتمد بالأساس على أسلوب استراتيجي متميز لتنفيذ مخططاتها، يتمثل في التغلغل في الأجهزة الأمنية للبلدان المستهدفة، ولهذا السبب، حذر الرئيس البلغاري السابق روسين بليفنلييف، الاتحاد الأوربي من التهديد الروسي الذي يعمل على زعزعة استقرار أراضيه.

وحسب بليفنلييف فإن هناك دلائل كثيرة تؤكد أن موسكو تموّل أحزاب ووسائل إعلام مناهضة لأوروبا، سواء في بلغاريا أو في بقية دول الاتحاد الأوروبي.

ولا يخفى على أحد أن الرئيس البلغاري الجديد رومن راديف، يعتبر من “الموالين لروسيا”، واشتغل راديف سابقًا في منصب قائد للقوات الجوية وقد عرف في أثناء ذلك بتأييده لروسيا ومناهضته للهجرة.

علاوة على ذلك، أعلنت المرشحة الرئاسية السابقة مايا ساندو، بعد هزيمتها في الانتخابات في مولدافيا، نيتها في الطعن على نتائج الانتخابات لدى المحكمة الدستورية، ووفقًا لساندو فإن “الانتخابات لم تكن سليمة ولا نزيهة”، كما أقرت ساندو بوجود تمويلات مادية خارجية دعمت فوز المرشح الثاني.

ربما يصعب تصديق مدى التمادي الروسي وتوسع خطرها، إلا أن فرنسا أيضًا صارت ضمن قائمة الدول التي ستستهدفها روسيا في المستقبل، إذ إن كلا المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية من “الموالين لروسيا” (فرانسوا فيون ومارين لوبان).

وفي هذا السياق، دعا عديد من السياسيين باريس إلى ضرورة اتخاذ التهديد الروسي على محمل الجد، خاصة أن موسكو تعتزم التدخل في الانتخابات الرئاسية للسنة الحالية.

 ومن جهتها، صرحت السياسية الفرنسية ماري لو فيرن: “مثل هذا التدخل غير مقبول، وبالنسبة لنا كبلد يعكس روح الديمقراطية، نحن ملتزمون بدعم سيادة القانون ونزاهة العملية الانتخابية، ولكن الأهم من كل هذا أن التوجهات السياسية الديمقراطية لا زالت قادرة على حماية وتعزيز الثقة لدى العديد من الفرنسيين”.

ووفقًا لنفس السياسية، سيصعب على فرنسا الخروج من الأزمة الوطنية، في حال تمكنت روسيا من التدخل بصورة فعلية داخل أجهزة الدولة، لهذا على الديمقراطية أن تثبت وجودها ونجاعتها وتضمن حقوق المواطنين الفرنسيين.

ومن الواضح، أن بعض الوجوه السياسية تقر ضمنيًا بالتهديد الروسي، وفي الوقت نفسه يبدو أن السياسيين الفرنسيين على وعي بأن الدعاية والتدخل الروسي ليس لغاية اعتباطية.

وعمومًا، يعي المواطن الفرنسي والغربي أن بوتين وروسيا يعملان على دعم انهيار السياسة المحلية الموالية لليبرالية الأمريكية، من أجل خدمة أهداف اقتصادية، وبالتالي، يعلم القادة الغربيون علم اليقين أن عليهم حماية أمن مواطنيهم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من التهديد الروسي، بالإضافة إلى خطر الإرهاب.

إذا كانت الحياة تسير نحو الأسوأ، فستصبح الدعاية عاجزة

لقد بدأ الليبراليون الجدد يفقدون نفوذهم بين الطبقات الوسطى أكثر فأكثر، إذ لم يشهد أبناء الطبقة الوسطى أي تحسن حقيقي منذ سنة 2009.

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتطور نمط عيش العديد من الأمريكيين بالمقارنة مع أبائهم، إذ بقي وضعهم على ما هو عليه، خاصة أنهم مطالبون بدفع ثمن إصلاح نظام الرعاية الصحية من جيبهم الخاص، بالإضافة إلى ذلك، تثير العديد من القضايا العديد من نقاط الاستفهام في ذهن المواطنين الأمريكيين الذين يعجزون عن فهم سبب إضفاء الشرعية على المهاجرين غير الشرعيين.

   أن نسبة كبيرة من الشعب الأمريكي، لا تدرك بوضوح أين تقع أوكرانيا أو روسيا في خريطة مصالح بلاده الاستراتيجية، في المقابل، أصبحت الظواهر الاجتماعية المختلفة محط اهتمام الأمريكيين، على غرار المراحيض المشتركة للمثليين جنسيًا وظهور الأقليات غير المنضبطة، وتراجع قيم المسيحية في المجتمع

ومن الواضح أن نسبة كبيرة من الشعب الأمريكي، لا تدرك بوضوح أين تقع أوكرانيا أو روسيا في خريطة مصالح بلاده الاستراتيجية، في المقابل، أصبحت الظواهر الاجتماعية المختلفة محط اهتمام الأمريكيين، على غرار المراحيض المشتركة للمثليين جنسيًا وظهور الأقليات غير المنضبطة، وتراجع قيم المسيحية في المجتمع.

وفي الحقيقة، تعاني أوروبا الغربية من نفس المشكلة، ففي فرنسا أيضًا، ينمو جيل جديد سيعيش للمرة الأولى في تاريخ فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، ظروفًا أسوأ من تلك التي عاشها آباؤهم وأجدادهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الضرائب تنهك الاقتصاد الفرنسي، فضلاً عن أن المواطنين أصبحوا يشعرون بعدم الأمان، ويتكرر نفس المشهد بكل حيثياته في ألمانيا، وبالتالي، لم يعد المواطن الغربي يؤمن بالاستقرار الأوروبي.

أما بالنسبة لأوروبا الشرقية فهناك نموذجان يهيمنان على الساحة، يتمثل الأول في الاستجابة إلى الدعاية الأمريكية، والثاني يتمحور حول الخوف من فقدان السلطة، والذي يبدو أنه لا مفر منه.

وفي هذا الإطار، يعتقد مواطنو أوروبا الشرقية أن التقارب من الاتحاد الأوروبي أدى إلى انحطاط بلدانهم، التي أصبحت تعاني من الركود الاقتصادي وهجرة مواطنيهم إلى باقي الدول الأوروبية، والجدير بالذكر أن كل هذه الظروف أدت إلى تدهور حالة أوروبا الشرقية ووصولها إلى مستوى أفقر بلدان إفريقيا.

مناطق الفوضى، تبعث على الغضب

ترى شعوب أوروبا الشرقية أن بوتين نموذج الرئيس الذي يعمل لصالح شعبه وليس من أجل المال، وفي الوقت ذاته، يعتقدون أن بوتين قادر بالفعل على حماية دولته من التهديد الإرهابي، لذلك يميلون لاختيار رئيس أو قائد مشابه لنموذج بوتين أو له توجهات مماثلة له.

وعمومًا، يعود هذا التغيير إلى اقتناع الشعوب الأوروبية بأن تعاون بلدانهم مع روسيا سيعود بالفائدة عليهم، على جميع الأصعدة، انطلاقًا من المجالات الزراعية وصولاً إلى الصناعات النووية.

ومن ناحية أخرى، يبدو أن المواطنين الأوروبيين على ثقة بأن التعاون مع روسيا سيجعل أوروبا أكثر أمانًا، ولهذا السبب، ساهم صعود الاشتراكي إيغور دودون، إلى الحكم في مولدافيا، في عودة الهدوء إلى البلاد.

ومن المهم أن تعمل البلدان الأوروبية على ضبط الاستقرار في المنطقة وتجنب إثارة الحنق والغضب داخل المجتمع، إذ إن خوف الشعوب من الفوضى التي تجتاح العالم صار وسيلة جديدة لفرض النفوذ الروسي.

*متخرجة من قسم الجغرافيا الاقتصادية من جامعة موسكو، مؤلفة ومحررة وخبيرة في شؤون أميركا اللاتينية وإفريقيا وتجيد اللغة البلغارية

من هو “شاي ماسوت” بطل مسلسل فضائح السفارة الإسرائيلية في لندن؟

إنه شاي ماسوت، الذي وجد الراحة والدعة في منصبه كمسؤول سياسي في السفارالإسرائيلية في لندن، إلا أن أساليبه المكيافيلية ما لبثت أن قادته إلى نهايته.

وصف شاي ماسوت نفسه ذات مرة بأنه رجل ذو “آراء منفتحة” ألزم نفسه بفعل الخير في العالم. ثم وصف نيكولو ماكيافيلي، الرجل الذي اشتهر بترويجه للمكر والخديعة في الممارسة السياسة، بأنه “إلهه”.

لعل ثمة تناقض معبر في توصيف شخصية ما أصبح الآن “المسؤول السياسي” السابق في السفارة الإسرائيلية في لندن. فقد أثار ماسوت موجة من السخط بعد الكشف عن أشرطة مسجلة مساء السبت يظهر فيها وهو يخطط “للإطاحة” بألان دانكن، عضو البرلمان البريطاني والمعارض الشديد لبناء المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية.

إلا أن ثمة فرقا هاما بين ماسوت وإلهه. لم يحصل أن قبض على ماكيافيلي متلبسا بالجرم المشهود. ونتيجة لجرمه هو سوف يغادر ماسوت قريبا جدا المملكة المتحدة، وبينما تعتبر الحكومة البريطانية الموضوع منتهيا، تعد الأيام القادمة بالكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بتعاملاته وتدخلاته في المؤسسة السياسية البريطانية.

وفي تصريح أدان تصرفات ماسوت، حاولت السفارة الإسرائيلية تمرير الأمر على اعتباره موظفا صغيرا. إلا أن ماسوت كان قد كشف النقاب عن تفاصيل سيرته الذاتية في المحادثات المسجلة، وكان جليا مما ورد فيها أنه ليس مجرد موظف صغير في السفارة.

من الواضح أن جهودا تبذل لاحتواء الأضرار الناجمة عن هذا الفصل، فقد أزيل معظم ما له علاقة بماسوت على الإنترنت، ولم يعد حسابه في تويتر مفعلا، ولا وجود لصفحته على الفيسبوك، إلا أن لمحة عما يدور في ذهنه يمكن الاطلاع عليها من ملف له حول “التطفل في المبيت” (التنقل بين الأرائك) نشره في عام 2013، وظل متاحا إلى أن رفع من الإنترنت يوم السبت.

حيث ورد في الملف ما يلي:

“معلومات عني: مهتم بالعلاقات الدولية وبالسياسة، أعمل في الميدان منذ عشرة أعوام، وأنوي الاستمرار في التطور في هذا القطاع في المستقبل. أنا تلقائي، وفلسفي، وذو أراء منفتحة، وأقدر الناس الطيبين، وهدفي فعل الخيرات في العالم.

“فلسفتي: كلنا نحسن صنيعا لو عملنا معا. اختلافاتنا لها أهمية، إلا أن الأهم من ذلك هو إنسانيتنا المشتركة.

“الكتب: نيوكولو ماكيافيلي هو إلهي”!

ما هو معروف أن ماسوت خدم في سلاح البحرية لثمانية أعوام، وترقى فيه إلى رتبة رائد. وفي عام 2013 التقطت له صورة لموقع COGAT على الإنترنت، وهو مكتب تابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ومكلف بمهمة “تنفيذ سياسة الحكومة في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) وقطاع غزة”.

ولماسوت صورة وهو يرافق ضيوفا من أفريقيا في جولة حول السياج المحيط بقطاع غزة، وهو يرتدي زي رائد في سلاح البحرية الإسرائيلي أو “سيرين”.

في التصريحات التي أدلى بها في التسجيلات السرية، يقول ماسوت إنه حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية، ثم عمل في وزارة الدفاع في إسرائيل لمدة عامين.

وبعد فترة من ترقيه إلى رتبة رائد، انتقل ماسوت إلى العمل الدبلوماسي، ويبدو أن أول مهمة له في الخارج كانت في لندن، وذلك بعد أن أعد ملفه حول “التطفل في المبيت”. وأكد في التسجيل أنه يعمل لدى وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي تشكل القلب من جهود نتنياهو لمحاربة بي دي إس –الحركة التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، والتي يعتبرها نتنياهو مصدر تهديد وجودي للدولة.

وقال شارحا دوره في الوزارة الجديدة: “الموقع الذي اقترحوا علي القيام به هو أن أكون بمثابة ضابط الاتصال بين الجاليات الدولية حول العالم”.

وعلى الرغم من أنه قال في التسجيلات المسربة إنه لم يكن “دبلوماسيا من الناحية المهنية”، إلا أن ماسوت ما لبث وبسرعة فائقة أن نجح في التزلف والوصول إلى داخل الأوساط الكبيرة في كافة الأحزاب السياسية الكبرى.

وبذلك، أتيحت له فرصة المشاركة في كثير من الاجتماعات، بما في ذلك محادثات -بوصفه “دبلوماسيا” وبوصفه “مسؤولا سياسيا”- جرت في نوفمبر 2015 مع أعضاء من منتدى المسلمين المحافظين. وكان موجودا في نفس الاجتماع إيتان نايح، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في ذلك الوقت، والذي كان يدير السفارة حينها بدلا من السفير الجديد، الذي ما لبث أن صدر القرار بتعيينه.

كما التقطت لماسوت صورة مع بعض أعضاء مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب الديمقراطيين الأحرار خلال نفس الشهر.

وفي شهر يوليو من العام الماضي، بعد تعيين مارك ريغيف سفيرا، ظهر ماسوت في صور التقطت لاجتماع آخر مع منتدى المسلمين المحافظين، هذه المرة بصفته “المسؤول السياسي الكبير” في السفارة.

إلا أن الضربة القاضية جاءت لماسوت من علاقته بماريا ستريزولو، المساعدة البرلمانية السابقة لعضو البرلمان عن حزب المحافظين روبرت هالفون، ومن المحادثة التي جرت بينهما حول “الإطاحة” بأعضاء البرلمان البريطاني.

في الجزء الأكثر إدانة في التسجيلات المسربة لمحادثتهم التي جرت في أكتوبر من العام الماضي، يسأل ماسوت: “هلا أعطيتك أسماء بعض نواب البرلمان لعلك تتمكنين من الإطاحة بهم؟”.

“حسنا، كما تعلم، إذا ما تأملت جيدا، فأنا متأكدة من أنه ثمة ما يحاولون التستر عليه”.

قال ماسوت: “نعم، لدي بعض نواب البرلمان”.

قالت ستريزولو: “دعنا نتكلم عن ذلك”.

ماسوت: “نائب وزير الخارجية.” (في إشارة إلى ألان دانكن)

“هل ما زلت ترغب في المضي قدما بذلك؟”

كان رد ماسوت يشوبه الغموض، لكنه قال إن دانكن “يسبب الكثير من المشاكل”.

سألت ستريزولو: “ظننت أننا تمكنا، كما تعلم، من تحييده قليلا، أليس كذلك؟” فيجيبها ماسوت قائلا: “لا”.

السقوط

كانت النتيجة هي النهاية السريعة والمفاجئة لماسوت غير الدبلوماسي والدبلوماسي، وهرولة مؤيديه السابقين وأصدقائه في كل اتجاه؛ بحثا عن مخبأ يؤويهم.

في تصريح للغارديان، قالت ستريزولو: “شاي ماسوت شخص أعرفه اجتماعيا وكصديق. وهو ليس شخصا ممن عملت معهم في يوم من الأيام أو كانت لي معهم أي تعاملات سياسية تتجاوز تبادل أطراف الحديث حول السياسة، كما يفعل ملايين الناس ضمن سياق اجتماعي”.

لم تلبث بعد ذلك أن استقالت من وظيفتها في وزارة التعليم البريطانية، وهي الوظيفة التي لم يمض على التحاقها بها طويلا.

كما حرص ريغيف والسفارة الإسرائيلية على النأي بنفسيهما عن موسات، ولم يعد ذلك “المسؤول السياسي” الذي طالما عرفه الناس بهذا الوصف، وإنما أضحى “عضوا صغيرا” في هيئة العاملين في السفارة.

وفي تصريح صادر عن السفارة يوم السبت، جاء ما يلي: “صدرت التصريحات عن موظف صغير في السفارة، وهو لم يكن دبلوماسيا إسرائيليا، وسوف ينهي فترة عمليه في السفارة في القريب العاجل”.

وهذا التصريح، كما هو مبين، يتناقض مع الدليل الذي توفره التسجيلات المسربة.

ففي التسجيلات يتفاخر ماسوت نفسه بصداقته مع ريغيف، وإن كان في نفس الوقت وفي سلوك ماكيافيلي أصيل، ينتقصه وينال منه من حيث يتظاهر بالثناء عليه.

يقول ماسوت: “مارك ريغيف… نعم، هو صديق حميم. نعم، ولكن…. مارك شخص عظيم، ولكنه ليس ذلك الشخص الذي لديه الاستعداد للذهاب إلى الحرب”.

لربما كان يجدر بماسوت أن يمتثل كلمات “إلهه” ماكيافيلي التي وردت في كتابه المبدع الأمير، حيث يقول:

“الصداقات التي ينالها المرء من خلال المنح، وليس من خلال عظمة ونبل الروح، مع أنها لا بأس بها، إلا أنها ليست حقيقية، ولا يمكن الاعتماد عليها في أوقات المحن”.

* نقلا عن موقع “ميدل إيست آي” – تقرير: غرايمي بيكر – ترجمة: عربي21.

الميزان الاستراتيجي للأمن الإسرائيلي في الحلبتين الإقليمية والدولية .. مشجع جداً

الميزان الاستراتيجي للأمن الإسرائيلي في الحلبتين الإقليمية والدولية .. مشجع جداً

بقلم: دان شيفطان

رئيس «مركز دراسات الأمن القومي» في جامعة حيفا

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل ما يزيد على رُبع قرن، لم تطرأ تغيرات جدية في البيئة الاستراتيجية المحيطة بإسرائيل من شأنها التأثير على المقومات الأساسية لأمنها القومي. ويرتبط منحى التأثيرات المحتملة لهذه التغيرات – سلباً وإيجاباً – إلى حد كبير، بالطريقة التي تختارها إسرائيل لمواجهة هذه التغيرات والتعامل معها.

إن التحدي الماثل أمام القيادة القومية صعب ومعقد، لأن هذه المواجهة تجري في ظروف استثنائية من الغموض والالتباس. وتزداد هذه الظروف صعوبة، بشكل خاص، على خلفية تضافر استثنائي لاضطرابات وتقلبات في الحلبتين الإقليمية والدولية لم نشهد لها مثيلاً منذ منتصف القرن الفائت.

وفي المقابل يتكرس في الحلبة الإسرائيلية الداخلية ويتمأسس تحول سياسي واجتماعي يؤثر بصورة عميقة، في الطريقة التي تعتمدها القيادة القومية في مواجهة التحديات على الساحتين الإقليمية والدولية. –

الحلبة الشرق أوسطية

 اتضح منذ بداية العقد الحالي أن الهزة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط تقود إلى طريق مسدود. فهذه الهزّة ليس فقط لم تشكل مدخلاً لمعالجة الإخفاقات البنيوية في العالم العربي فحسب، بل تبيّن أيضاً أن هذه الإخفاقات لا تقتصر على الأنظمة العربية فحسب، وإنما تعكس أيضاً فشل التيار المركزي في المجتمع العربي في مواجهة تحديات القرن الـ21 (بل والقرن الـ 20 أيضاً بمعان كثيرة).

ولا تشمل هذه الإخفاقات الأطر السياسية التي انهارت أو تلك التي تواجه خطر الانهيار فقط، بل أيضاً تلك التي أصبحت تدرك أن الخطر محدق بها على نحو يلغي أي إمكانية لإجراء إصلاحات عميقة قد تؤهلها لمواجهة الواقع المستجد.

ويشكل هذا المأزق في الاقتصاد والمجتمع تهديداً جدياً حتى على الدولة العربية الكبرى والأكثر أهمية واستقراراً التي تقوم منذ آلاف السنين على ضفاف النيل. –

وفي ظل هذا المأزق، تتنامى في المنطقة قوى راديكالية، عربية وغير عربية، تدمج ما بين عدم الرضى عن الوضع القائم، ورفض الانفتاح على العالم الحديث، وهلوسات العظمة والهيمنة.

واستولت مثل هذه القوى على الحكم في الدولتين العظميين غير العربيتين في المنطقة ـ في إيران قبل نحو 40 عاماً وفي تركيا قبل عقد ونصف العقد. –

وأخيراً ظهر عامل غير دولتيّ لا يحاول حتى المتظهر بمظهر حديث، ويستند إلى أسس قبلية وولاءات بدائية في سعيه إلى فرض طهرانية إسلاموية، بوحشية استثنائية. وأصبح واضحاً اليوم أن الحديث لا يجري عن أزمة عابرة، بل عن سمة بنيوية يُتوقع أن تصمم مستقبل المنطقة في المستقبل المنظور، برغم الاستثناءات المحتملة في هوامشه.

ويعني هذا التطور بالنسبة لإسرائيل نشوء الحاجة إلى التعامل في المدى المنظور مع بيئة إقليمية تمتاز بعدم الاستقرار المزمن والعنف المبالغ فيه، والإحباط العميق، والغيرة المرّة في المحيط الذي يشعر بالإحباط من قصة النجاح التي حققتها الدولة اليهودية.

وأوهام التسعينيات بشأن «شرق أوسط جديد» يسعى إلى الدمقرطة والتسوية، تضطلع فيه إسرائيل بدور حاسم في تحقيق السلام الإقليمي من خلال اتفاق اختراقي مع منظمة التحرير الفلسطينية، أخلت مكانها على ضوء التجربة المريرة مع الفلسطينيين وانتكاسة «الربيع العربي»، لنظرة واقعية قاتمة. ولا تزال هذه النظرة تتيح لإسرائيل إمكان تقوية نفسها وإحداث تحسين مهم في ميزان أمنها القومي ـ كما سنفصل لاحقاً ـ لكن التوقعات والأدوات الاستراتيجية اللازمة لضمان ذلك وتحقيقه مختلفة تماماً بصورة جذرية. –

الحلبة الدولية

 نشهد في الحلبة الدولية خلال الفترة الأخيرة تحولاً مهماً في الميزان السياسي والثقافي في المجتمعات المنفتحة.

فقد أدى تضافر بعض السيرورات الاقتصادية والاجتماعية إلى زعزعة ثقة الجمهور بالنخب السلطوية وغيرها، وإلى تآكل شرعية النظام السياسي وارتباك أدائه. والمقصود هنا أساساً ما تراكم من إسقاطات العولمة التي شجعت نقل خطوط إنتاج عديدة إلى دول تكلفة العمل فيها متدنية، ما أتاح توافد أعداد كبيرة من المهاجرين من ثقافات أخرى إلى الدول الغربية المتطورة. –

واستفاد من هذه السيرورات بوجه خاص وأساسي مثقفون وشبان نجحوا في الاندماج في تلك المجتمعات، وسكان المراكز المدينية الكبرى، ومبادرون مقتدرون أحسنوا استغلال هذه الفرص الجديدة. –

أما سكان الأطراف، وخصوصاً من المسنين الذين يفتقرون إلى المؤهلات الملائمة، فقد راقبوا، بخوف وقلق ضياع مكانتهم ومصادر رزقهم حيال التوافد المتزايد للمهاجرين، مما شكل خطراً على نمط حياتهم. وجاء احتجاجهم السياسي في صناديق الاقتراع ليس فقط ضد ضياع أملهم الاقتصادي وتعمق الفجوات بينهم وبين الناجحين الجدد وفساد النخب، وإنما أيضا ضد الأيديولوجية الكوسموبوليتية التي استهدفت المحافظة على الوجهات الجديدة وحمايتها وتعزيزها.

تفسر هذه الظاهرة إلى حد كبير التحول السياسي الذي حصل في الولايات المتحدة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتشدد أنجيلا ميركل في ألمانيا، وصعود اليمين في فرنسا وهولندا ودول أوروبية أخرى.

فهي تفرض على القيادات السياسية إبداء تفهم لمشكلات ناخبيهم من خلال التشديد على الأهداف القومية على حساب الكوسموبوليتية والإنسانية.

ومما يثير قلق فئات مسؤولة في أوساط «يسار ـ الوسط» و»يمين ـ الوسط» أن هذه الظاهرة لا تكتفي بإصلاح التشوهات المَرَضية في الليبرالية التي حادت عن مسارها، بل تشجع أيضاً أوساطاً مَرَضية في اليمين المتطرف وتسبغ عليه شرعية خطيرة.

ثمة منفعة لإسرائيل في فقدان نخب اليسار في الولايات المتحدة وأوروبا هيمنتها وثقتها بنفسها، غير أن صعود اليمين بمكوّناته المرضية، هو سيف ذو حدين.

فقد قدّست هذه النخب أحياناً الحرب ضد المركّبات «الكولونيالية ـ الأبارتهايدية ـ الفاشية» التي أُلصقت بإسرائيل، والتي اصطبغت بألوان لاسامية في بعض الأحيان.

يتميز تعامل القيادة الإسرائيلية مع الواقع الإقليمي، باستثناء مكوّن مهم واحد، بالحنكة والمسؤولية. أمّا التحدي الجديد في الحلبة الدولية فهو آخذ في التمأسس في هذه الأيام. ونظراً إلى أن الرد الإسرائيلي في هذا المجال لم يتبلور بعد، فمن السابق لأوانه الحكم على نتائجه.

الحلبة الإقليمية

تضررت إسرائيل في الحلبة الدولية من جراء المعطيات الأساسية السلبية، وتخاذل الولايات المتحدة وأوروبا، ومن جراء الأضرار التي أحدثتها الهزة الإقليمية.

وقد شملت هذه تكريس وتمأسس المشروع النووي العسكري الإيراني تحت كنف الاتفاق مع الدول العظمى، وضياع فرصة تحقيق السلام مع الفلسطينيين، والفوضى في سورية، والدعم الروسي لنظام الأسد، وتسلح «حزب الله» المكثف بمنظومات متطورة، وإصرار «حماس» الانتحاري.

وفي الحساب الاستراتيجي العام، ثمة تعويض عن هذه الأمور كلها بتضعضع وتفكك الدولتين الأكثر راديكالية في معاداة إسرائيل –  العراق وسورية – على نحو يزيل عن جدول الأعمال إلى فترة غير قصيرة، تهديداً تقليدياً ذا أبعاد وجودية. أما الخطر النووي الإيراني وبرغم خطورته البالغة، فأمام إسرائيل نحو عقد كامل من الزمن للاستعداد والتحضير بما يتيح إمكان مواجهة هذا التهديد بمعطيات أفضل بكثير. وحتى في حال تبدد الردع حيال «حماس» و»حزب الله»، فسيكون هذان التهديدان قابلين للاحتواء.

ولكن الأهم من هذا كله، بما لا يُقاس، هو التحسن البارز في مكانة إسرائيل الإقليمية والإدراك العميق لدى جميع الجهات المعنية وذات الأهمية مدى قوتها وصدقيتها وإصرارها.

إن التحالف الاستراتيجي مع مصر بقيادة السيسي يعادل في أهميته جميع الوجهات السلبية التي ورد ذكرها. فبالرغم من التوقعات القاتمة بشأن اقتصادها، لا تزال مصر هي الدولة العربية الأكثر أهمية واستقراراً والمركز الوحيد المؤهل لإنشاء قوة إقليمية منظمة ضد الراديكاليين الذين تقودهم إيران. كما أن العلاقات الحميمة مع الأردن، وتقاطع المصالح الواسعة مع العربية السعودية ودول الخليج الأخرى ومع المغرب، تعزز هذه الوجهة.

إن ما تم منعه أو تقليصه أو احتواؤه لا يقل أهمية عما تم إنجازه.

ففي الشمال نجحت إسرائيل في تجنب التدخل في سورية، إلى جانب المحافظة على حدود هادئة في الجولان وتقليص عنيف وحاد وحازم، في نقل الأسلحة الكاسرة للتوازن إلى «حزب الله». وفي الجنوب، أُجهضت محاولة «حماس» جرّ مصر، من خلال تجنيد الرأي العام العربي، إلى مواجهة مع إسرائيل، بل شكلت عملية «الجرف الصامد» نموذجاً جيداً للشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر.

وحتى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لجم أخيراً كراهيته وتهجماته ضد إسرائيل وتجنب المواجهة المباشرة معها بصورة منهجية.

إضاعة الفرصة الإقليمية

إن إضاعة الفرصة الإقليمية من جانب إسرائيل تتعلق بالفلسطينيين.

وليس المقصود هنا بشرى تحقيق السلام أو «حل الدولتين». فليست هناك قيادة فلسطينية معنية بهذا، لا في رام الله ولا في غزة بالتأكيد.

إن أهمية القضية الفلسطينية ليست إقليمية شاملة. فالسلام أو الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين لم يؤثرا على أي مسألة ذات أهمية إقليمية جدية. مثلاً لم يؤثرا على المجازر في سورية، وعلى صمود مصر الاقتصادي، وعلى تسلح إيران النووي، وعلى الانقلاب المضاد في تركيا أو على ضياع الأمل الذي يدفع ملايين العرب إلى الرغبة في مغادرة بلدانهم.

في ظل غياب فرص تحقيق السلام أو الجيرة الحسنة، فإن لهذه القضية أهمية خاصة بالنسبة للدولة اليهودية والديمقراطية بمعنى واحد – الحاجة إلى الانفصال عن الفلسطينيين والتخلص من لعنتهم. لكن هذا لن يكون قابلاً للتحقق من دون إدارة أميركية صادقة ومخلصة، حتى لو كانت في إسرائيل حكومة حازمة وشجاعة تعي هذه الضرورة في العمق. وحتى بعد رحيل باراك أوباما، ثمة شك كبير في ما إذا كانت ستقوم حكومة كهذه، لكن الإمكانية واردة. ثمة ضرورة لإخلاء أحادي الجانب تدريجي للمستوطنات في المنطقة الواقعة وراء الجدار الأمني، مع الإبقاء على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة بأكملها، إلى حين استبداله في يوم من الأيام بجيش عربي مسؤول وحازم – أردني أو مصري – يقمع «الإرهاب» ويمنع الفلسطينيين من العمل ضد إسرائيل.

عن «يديعوت»

مجلس العلاقات الدولية يختتم دورة حول الخطاب الاعلامي الاسرائيلي وسبل التصدي له

اختتمت مجموعة “جسور” الشبابية التابعة لمجلس العلاقات الدولية، دورة لمناقشة الخطاب الاعلامي الإسرائيلي وسبل التصدي له، ضمن قراءة في كتاب “قاموس الخداع الصهيوني”.

واشتمل اليوم الأخير من الدورة على عرض للفصول الأخيرة قدمه بعض المشاركين، وتوزيع الشهادات على جميع المشاركين.

وقد ميز اليوم الأخير من الدورة عقد مناظرة بين فريق يمثل وجهة النظر الفلسطينية وفريق يمثل وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي حول ثلاثة قضايا هامة وهي حصار غزة، والمستوطنات، والقدس.

وهدفت الدورة لتطوير قدرات الشباب الفلسطيني في مخاطبة الآخر والدفاع عن القضية الفلسطينية، والتعرف على أساليب الاحتلال في تشويه الحق الفلسطيني عبر وسائل الاعلام المختلفة.

واستعرض د. باسم نعيم رئيس مجلس العلاقات في المحاضرة الأولى ، قواعد بناء الخطاب والتواصل، وشرح أبرز قواعد للاتصال الفعال لدحض الرواية الاسرائيلية، والأسلوب الفعّال لنشر القضية الفلسطينية في العالم الغربي.

أما في المحاضرة الثانية فقد استعرض الدكتور صالح النعامي منهج إسرائيل في الدفاع عن القضايا الخاسرة والمحرجة، بينما شرح الدكتور نهاد الشيخ خليل في المحاضرة الثالثة منهجية اسرائيل في تشويه المقاومة.

من جانبه تناول الدكتور أسعد أبو شرخ في المحاضرة الرابعة منهجية إسرائيل في تجيير القانون الدولي لصالحها.

وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة دورات ثقافية دورية تعقدها مجموعة “جسور” الشبابية التابعة لمجلس العلاقات الدولية، يتم خلالها مناقشة العديد من الكتب في المجالات المختلفة، ما يساهم في تعزيز الثقافة في مجال العلاقات الدولية لدى الشباب وربطها بما يخدم القضية الفلسطينية.

IMG_2435 IMG_2494 IMG_2537 IMG_2573 IMG_2684 IMG_2686 IMG_2729

هكذا تعبث سفارة اسرائيل في لندن بالسياسة البريطانية

كشف الكاتب الصحفى ديفيد هيرست مدير تحرير ميدل إيست آي، وكبير الكتاب في الجارديان البريطانية سابقاً، انه قد تم تصوير مسؤول سياسي كبير في السفارة الإسرائيلية في لندن سرا وهو يتحدث عن رغبته في “الإطاحة” بوزير الدولة في الخارجية البريطانية ألان دانكن، المعروف بانتقاده اللاذع للمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية التي يتم بناؤها في الضفة الغربية.

وقال إن السير ألان، الذي يعدّ واحدا من عدد قليل من الوزراء الذين يصرحون بمعارضتهم للاستيطان الإسرائيلي، يسبب “الكثير من المشاكل”. كما وصف وزير الخارجية بوريس جونسون بأنه “معتوه”. وفي محادثة أخرى جرت مع موظف السفارة، صرح بأن السير كريسبين بلانت، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، “على قائمة المستهدفين بالضرب”؛ بسبب آرائه التي تعدّ “منحازة بشدة لصالح العرب بدلا من أن تكون منحازة لصالح إسرائيل”.

كما تتضمن التسجيلات، التي تكشف كيف يمتد النفوذ الإسرائيلي ليصل إلى مستويات عليا داخل حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، محادثة تصف فيها موظفة حكومية على علاقة بالسفارة الإسرائيلية كيف استخدمت موقعها الوظيفي لتقنع بعض نواب البرلمان بتوجيه أسئلة إلى رئيس الوزراء؛ بهدف الحصول على تأييده لإسرائيل.

أدى الكشف عن التسجيلات إلى رد فعل سياسي مباشر، حيث قال عضو البرلمان السير ديزموند سوايني، الوزير السابق من حزب المحافظين والمعاون البرلماني لدافيد كاميرون: “لا بد من التحقيق في هذا الأمر بشكل كامل وتفصيلي. ما لا يمكننا السماح به هو أن تتصرف إسرائيل داخل بريطانيا بالحصانة ذاتها من المساءلة التي تتعامل بها داخل فلسطين. لا ريب إطلاقا في أن ما نراه هو تدخل سافر ومريب ومعيب في العملية السياسية لدولة أخرى”.

أما كريسبين بلانت، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، فقال في تصريح لموقع ميدل إيست آي:

“في الوقت الذي يعدّ فيه هذا التدخل السافر لممثل دولة أجنبية في العملية السياسية داخل بريطانيا أمرا فظيعا ومستهجنا، ويستدعي فتح التحقيق فيه، فإن الأسئلة الحقيقية ينبغي أن توجه إلى دولة إسرائيل نفسها. لن يتعزز أمن وسلام إسرائيل في المستقبل إذا ما استمر تجاهل الجهد الكبير الذي يبذل داخل إسرائيل وفي أوساط الجالية اليهودية حول العالم من أجل إقامة السلام، وإذا ما استمرت محاولات تقويض السياسيين الأجانب الذين يحملون وجهة النظر تلك ذاتها”.

وقال إن “الإسرائيليين بحاجة لأن يشرحوا لنا ما الذي يجري”.

ثم مضى محذرا من أن “ذلك يثير القلق على نطاق واسع بشأن قيام اللوبي (جماعة الضغط) بالترويج لمصالح الحكومة الحالية في إسرائيل. خاصة أن هذا اللوبي على درجة عالية من المهارة في تصوير أي قلق يعبر عنه سياسي ما تجاه الظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون، وتجاه التداعيات بعيدة المدى لذلك على السلام والأمن في المنطقة على أنه عداء للسامية. من شأن ذلك أن يضر بالنقاش العام وبمصالح إسرائيل نفسها”.

وقد قامت بتسجيل النقاش وحدة التحقيقات في الجزيرة في مطعم داخل مدينة لندن في العام الماضي. يظهر في التسجيل كل من شاي موسات، المسؤول السياسي في السفارة الإسرائيلية، وماريا ستريزولو، المساعدة البرلمانية السابقة للنائب روبرت هالفون، وزير الدولة في وزارة التعليم والنائب السابق لرئيس حزب المحافظين.

أثناء حديثها مع المراسل المتخفي الذي انتحل صفة ناشط سياسي مؤيد لإسرائيل، تفاخرت ستريزولو كيف أنها وظفت هالفون، نائب البرلمان عن دائرة هارلو في إيسيكس، عندما كان نائبا في الصفوف الخلفية، “والآن انظر إليه، لقد أصبح وزيرا. إذا لست غاية في السوء!”

ثم ما لبث ماسوت، الذي وصف في سيرة ذاتية له على الإنترنت ماكيافيلي بأنه “إلهه”، أن سأل ستريزولو إن كان بإمكانها أن تقوم بعمل معاكس: “هلا أعطيتك أسماء بعض نواب البرلمان، لعلك تتمكنين من الإطاحة بهم؟”

أجابت ستريزولو، التي تشغل الآن وظيفة حكومية في بريطانيا، حيث تعمل في وكالة تمويل المهارات التابعة لوزارة التعليم، قائلة: “حسنا، كما تعلم، إذا ما تأملت جيدا، فأنا متأكدة من أنه ثمة ما يحاولون التستر عليه”.

قال ماسوت: “نعم، لدي بعض نواب البرلمان”.

قالت ستريزولو: “دعنا نتكلم عن ذلك”.

وجه ماسوت كلامه إلى المراسل المتخفي، قائلا: “لا، هي تعرف من هم النواب الذين أرغب في الإطاحة بهم”.

ستريزولو أجابت بأنه سيكون جيدا لو ذكرها بذلك، ثم قال ماسوت: “نائب وزير الخارجية”.

لم يفاجئ ذلك ستريزولو، التي أجابت قائلة: “هل ما زلت ترغب في المضي قدما بذلك؟”

قال ماسوت: “لا، إنه يسبب الكثير من المشاكل”.

ثم سردت ستريزولو حكاية قالت إنها عبارة عن مواجهة وقعت بين دانكان وهالفون، رئيسها في العمل، حيث ادعت أن دانكن هدد “بتحطيمه”. وزعمت أن هالفون رفع تقريرا بالحادثة إلى الويبس (النواب المكلفين بضبط زملائهم داخل البرلمان)، الذين نصحوه “بالتهدئة من روعه”.

ثم استمر النقاش حول ما ينبغي فعله بشأن دانكن، إذ يقول ماسوت: “لا تقل بتاتا أبدا. نعم، ولكن….” وهنا تقترح ستريزولو: “ربما فضيحة صغيرة؟”

أصبح دانكن مستهدفا من قبل إسرائيل في عام 2014 عندما شن هجوما لاذعا على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي قال إنها تمثل مزيجا شريرا من الاحتلال واللاشرعية، منظومة تشبه نظام الأبارتيد (التمييز العنصري في جنوب أفريقيا سابقا) وتجلل الحكومة الإسرائيلية بالعار.

مثّل خطابه في ذلك الوقت واحدة من أشد الهجمات التي تشن على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من قبل سياسي بريطاني رفيع المستوى.

قال دانكن: “المستوطنات عبارة عن مستعمرات غير قانونية أقيمت في بلد ناس آخرين. إنها بمثابة سرقة، والأدهى والأمر أنها شيء بادرت به وتدعمه دولة إسرائيل”.

ما جرى من نقاش بشأن دانكن هو جزء من ساعات من الحوارات التي سجلت على مدى شهور، التي تكشف كيف حاول ماسوت التلاعب بالنقاش الدائر حول إسرائيل وفلسطين، واستغلاله لصالح إسرائيل داخل حزب المحافظين الحاكم وفي حزب العمال المعارض.

حظي مراسل الجزيرة بثقة ماسوت، وتمكن من اختراق دائرته بفعالية، لدرجة أنه عرضت عليه وظيفة من قبل السفارة للمساعدة في مكافحة حركة بي دي إس في بريطانيا (التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها).

ثمة استراتيجية ورد وصفها في التسجيلات على لسان أحد كبار أعضاء إيباك، منظمة اللوبي المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تقضي بالنأي ببريطانيا عن النزعة المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا، وتقريب الموقف البريطاني من الموقف الأمريكي.

وتكشف تسجيلات السفارة عن مدى ما توصلت إليه إسرائيل من اختراق لحزب المحافظين، من خلال منظمة تدعى أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، وهي المنظمة التي ينشط في صفوفها كل من النائب هالفون والسيدة ستريزولو.

تجلت قوة دعم المحافظين لإسرائيل في الأسبوع الماضي من خلال التصريح الذي أدلى به الناطق باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي بدت كأنها تنتقد الخطاب الأخير لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي قال فيه إن سياسة الحكومة الإسرائيلية تغذيها “عناصر متطرفة”.

وكان الناطق باسم رئيسة الوزراء صرح بما يلي: “لا نعتقد أنه من المناسب الهجوم على تركيبة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في بلد حليف”.

كما تكشف التسجيلات عما يلي:

– سعت إسرائيل إلى زرع أسئلة موجهة إلى رئيس الوزراء؛ من خلال إملاء نصوص هذه الأسئلة على نواب البرلمان المكلفين بتوجيهها.

– ساعدت السفارة الإسرائيلية في بريطانيا على إقامة -وفي بعض الحالات قامت بشكل مباشر بتمويل- عدد من المنظمات التي تدعي الاستقلالية عنها، ومنها اتحاد الطلبة اليهود ومجموعة من الدبلوماسيين الطامحين يدعون “شبيبة الدبلوماسيين في لندن “، والتي يحتفظ ماسوت بمقعد في لجنتها التنفيذية.

– يرى الإسرائيليون أن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون رجل “معتوه”.

ومما قالته ستريزولو إن جميع نواب البرلمان من حزب المحافظين “إلى حد كبير” هم أعضاء في مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، بمن فيهم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ووزير المالية فيليب هاموند، ووزير الخارجية بوريس جونسون.

كما ادعت لنفسها الفضل في حمل هالفون على توجيه سؤال إلى رئيس الوزراء في الفترة التي وقع فيها اختطاف وقتل ثلاثة فتيان من المستوطنين الإسرائيليين داخل الضفة الغربية على يد حماس في يونيو / حزيران من عام 2014. نجم عن تلك الحادثة توترات ما لبثت أن انتهت إلى شن إسرائيل هجوما على غزة في الشهر التالي، أفضى إلى مقتل ما يزيد عن ألفي فلسطيني، بحسب الأرقام التي نشرتها الأمم المتحدة.

وقالت ستريزولو، التي كانت وقتها في إسرائيل رفقة وفد من أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين: “وكنت على الهاتف أتحدث مع روب (هالفون)؛ لإقناعه بطرح سؤال على رئيس الوزراء داخل البرلمان، لكي يشيد.

وهنا قاطعها المراسل: “وهل فعل ذلك؟”

استأنفت ستريزولو الحديث قائلة: “نعم. كما تقدم بسؤال عاجل لكي… يحصل من الحكومة على بيان بشأن الأطفال الثلاثة”.

وكان هالفون تحدث عن الواقعة في البرلمان في الثاني من يوليو من عام 2014، موجها السؤال التالي إلى رئيس الوزراء دافيد كاميرون: “لقد رأى العالم جرائم القتل المأساوية والبشعة لثلاثة فتيان إسرائيليين، على الأغلب ارتكبتها حماس”.

“هل يبادر صديقي المحترم بمنح الحكومة الإسرائيلية كل دعم ممكن في هذا الوقت. وألا يتفق معي أنه بدلا من أن تبدي ضبط النفس، فإنه يتوجب على إسرائيل أن تفعل كل ما هو ممكن للقضاء على شبكات حماس الإرهابية، وهل يمنح الحكومة الإسرائيلية الدعم في ذلك؟”

أجاب كاميرون بأنه يعلم بأن هالفون “لديه عاطفة جياشة تجاه هذه القضايا”، ولكنه قال إن العمليات الأمنية تحتاج إلى أن تدار بعناية لتجنب مزيد من التصعيد.

وأضاف كاميرون: “إن من المهم جدا أن بريطانيا ستقف مع إسرائيل في سعيها لتقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة..ينبغي البحث عن الأشخاص المسؤولين عن ذلك وتقديمهم للمحاكمة”.

كما كشفت ستريزولو النقاب عن أنها تقوم “بإعداد كل شيء” لنواب البرلمان، بحيث يصعب عليهم بعد ذلك أن يقولوا لها لا.

وقالت: “أنت تقوم حرفيا بإعداد كل شيء لهم، وهذا يزيد عليهم من صعوبة أن يقول الواحد منهم: “آه، لا، ليس لدي الوقت كما تعلم”. إذا كانت لديهم الأسئلة التي سيوجهونها في جلسة توجيه الأسئلة لرئيس الوزراء، فسيكون صعبا عليهم القول: “لا، لا، لا، لن أقوم بذلك”.

من جهته، يصف ماسوت، وهو رائد سابق في البحرية الإسرائيلية، موقعه في السفارة على أنه “وظيفة سياسية”، مبينا أنه لا يعتبر “دبلوماسيا من حيث المهنة”. وقال إنه يعمل لصالح وزارة الشؤون الاستراتيجية المثيرة للجدل، التي أنشأها نتنياهو للقيام بما جرى وصفه داخل إسرائيل بالحرب السرية ضد حركة بي دي إس.

وقال ماسوت إن مارك ريغيف، السفير الإسرائيلي الحالي في بريطانيا، كان صديقا، رغم أنه لمح في إحدى المرات بأنه يعتبره حمائميا جدا.

وقال: “مارك ريغيف لا يكف عن سؤالي طوال الوقت، نعم هو صديق حميم”.

“نعم، ولكن هذه هي المشكلة مع نتنياهو، فالناس الذين يحيطون به هم في العادة لطفاء في الواقع، مرتاحون، إنهم أناس مرتاحون. مارك شخص رائع، ولكنه ليس الشخص الذي سوف يذهب إلى الحرب”.

كل الأشخاص الذين ورد ذكرهم في الفيلم حاولت الجزيرة التواصل معهم للتعليق، ولكن لم يستجب منهم أحد حتى لحظة النشر. كما تواصل موقع “ميدل إيست آي” مع السفارة الإسرائيلية، ومع مكتب روبرت هالفون، وكذلك مع ماريا ستريزولو للتعليق، ولكن لم يستجب منهم أحد.

عن “ميديل إيست آي”

«حل الدولتين ».. الخيار الأفضل للأميركيين، الإسرائيليين، والفلسطينيين

تاريخ النشر: الثلاثاء 03 يناير 2017

برنت سكوكروفت وتوماس بيكرينج

قامت إدارة أوباما، خلال الآونة الأخيرة، بعملين مهمين بخصوص المشكلة الإسرائيلية- الفلسطينية: فقد امتنعت عن استعمال حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يعدِّد التداعيات المدمِّرة لتوسيع الاستيطان الإسرائيلي على فرص اتفاق سلام يقوم على حل الدولتين. ولاحقاً، حذّر وزير الخارجية الأميركية جون كيري، في خطاب مهم، من أن النزوع نحو واقع دولة واحدة أخذ يزداد قوة وترسخاً، مشيراً إلى أن مبادئ سلام دائم يقوم على حل الدولتين.

كما اعتبر عن حق أن وفاة خيار الدولتين لا يصب في مصلحة أحد – لا الإسرائيليين، ولا الفلسطينيين، ولا الأميركيين. ونحن نشاطر كيري قلقه ونشيد باستعراض إدارة أوباما لاستنتاجات جهودها المتعلقة بالسلام على نحو مقنع وشفاف. لقد تقاسمنا على مدى عقود طويلة، سواء داخل الحكومة أو خارجها، الالتزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وأمنها.

كما تابعنا بقلق متزايد العجز عن تحقيق السلام الذين يستحقه الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء، والذي من شأنه أن يخدم الأهداف الأميركية في المنطقة وخارجها. ولا شك أن الجميع مسؤول عن غياب السلام، إلا أن المصادَرة المستمرة للأراضي الفلسطينية، وتوسيع الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة منذ 1967 يخلقان على الأرض حقائق تُعتبر السببَ المباشر للخوف من أن يغدو اتفاقٌ قائمٌ على حل الدولتين قريباً أمراً مستحيلاً.

خطاب كيري والقرار الأميركي بالامتناع عن التصويت على القرار رقم 2334 في مجلس الأمن الدولي أثارا جدلاً واسعاً، في الداخل والخارج. ونحن نعتقد أنه من المفيد التذكير ببعض الحقائق الأساسية.

إن دعم سلام إسرائيلي- فلسطيني على أساس انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967 ومعارضة المستوطنات المدنية الإسرائيلية في الأراضي المحتلة لطالما كانا مبدأين من مبادئ السياسة الأميركية يحظيان بتأييد الحزبين الرئيسين على حد سواء، حيث لم يقم أي من الرؤساء «الجمهوريين»، أو «الديمقراطيين» المتعاقبين بتغيير قرار إدارة كارتر اعتبار المستوطنات غير شرعية وفق القانون الدولي.

ولئن كانت كل الإدارات الأميركية لا تؤيد ترك الأمم المتحدة تضطلع بدور قيادي في هذا الملف، بالنظر إلى سجلها بخصوص إسرائيل، فإن كل الإدارات الأميركية منذ 1967 كانت تصوِّت في مجلس الأمن الدولي، من حين لآخر، على نحو يتنافى مع رغبات الحكومة الإسرائيلية.

وبينما حقّق الإسرائيليون والفلسطينيون تقدماً بدعم أميركي، ظهر إجماعٌ بين الحزبين الرئيسين على حل الدولتين. صحيحٌ أن كون الشيء محل إجماع لا يجعل منه بالضرورة أمراً صائباً، غير أن السعي المشترك وراء سلام قائم على حل الدولتين، في هذه الحالة، يستند لأرضية صلبة، إذ إنه ليس أفضل خيار متاح بالنسبة لإسرائيل، ولأولئك الفلسطينيين الذين يريدون حلاً للنزاع فحسب، ولكنه أيضاً الخيار الأفضل لمصالح أميركا الوطنية.

ثم إنه حتى في منطقة مضطربة، مثل الشرق الأوسط، فإن اشتعال البؤر الساخنة على الجبهة الإسرائيلية- الفلسطينية يذكي نار التطرف ويخدم أهداف الحركات المتشددة. ذلك أنه إذا تم استبعاد اتفاق سلام قائم على حل الدولتين من الأجندة بشكل نهائي، وتطوَّرت الأمور إلى نزاع طويل الأمد وعنيف على نحو متزايد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإن تداعيات ذلك على مصالح الأمن الوطني الأميركي ستكون مثيرة للقلق، وخاصة بالنظر لالتزامنا بأمن إسرائيل.

وفضلاً عن ذلك، فعندما يشدد الرؤساء الأميركيون على معارضتهم للمستوطنات ويجددون التأكيد على دعمهم لحل الدولتين، فإنهم يقومون بما يقتضيه منهم القسم الذي يؤدونه يوم تنصيبهم – أي خدمة مصالح الأمن الوطني الأميركي. فالتزامنا تجاه إسرائيل قوي وراسخ، غير أنه لا يمكن أن يمتد ويشمل التزاماً بسياسات خاطئة تقوِّض مصالح الولايات المتحدة ورخاءها وأمنها.

كما أننا نعتقد أن رفض السلام، وتشجيع المستوطنات لا يخدمان مصلحة إسرائيل أيضاً. ذلك أننا إذا خسرنا خيار الدولتين، فإننا قد نخسر أيضاً القدرة على بناء العلاقة الأميركية- الإسرائيلية على أساس القيم المشتركة. وهذا أمر لا ينبغي التعامل معه باستخفاف.

ولا شك أن إدارة أوباما، وانسجاماً مع سياسات الإدارات السابقة، على حق في قيامها بواجبها في الدفع في اتجاه حفظ كرامة واستقرار وأمن الشعبين، كما أنها محقة في قول الحقيقة لأقرب حلفائنا، حتى عندما تكون مرة.

إننا ندرك أيضاً أن الإدارات وسياساتها تختلف، ونحن نثمّن هذا الجانب من ديمقراطيتنا ونحتفي به، ولكن التجربة تخبرنا أن خوض الحملة الانتخابية – وحتى الفترة الانتقالية – شيء، وأن الحكم وإدارة شؤون البلاد شيء مختلف تماماً. ولاشك أن إدارة ترامب، وعلى غرار سابقاتها، ستواجه تحديات ومشكلات صعبة عبر العالم، ولاسيما في الشرق الأوسط، إلا أننا نأمل أنه عندما يتعلق الأمر ببحث البدائل ودراستها، فإن زعماءنا الجدد سيرون أن الحكمة والكياسة تقتضيان الدفع في اتجاه الخيار الوحيد الممكن للسلام: فلسطين ذات سيادة ومتصلة جغرافيا فيما بينها إلى جانب إسرائيل آمنة، مع حدود متفق عليها تقوم على حدود 1967.

برنت سكوكروفت: مستشار الأمن الوطني الأميركي في إدارتي الرئيسين جيرالد فورد وجورج بوش الأب

توماس بيكرينج: وكيل وزارة الخارجية الأميركية وسفير سابق لواشنطن في الأمم المتحدة وإسرائيل

المصدر:

 http://www.alittihad.ae/details.php?id=363&y=2017&article=full

إيران تستعين بعضلات الصين لتقوية عضلاتها

إيران تستعين بعضلات الصين لتقوية عضلاتها

هدى الحسيني

15 ديسمبر 2016م

لا شيء يجري في إيران يدعو إلى التساؤل، إن كان من ناحية الازدواجية أو القمع الداخلي الذي يقابله طموح عسكري وصل إلى الصين، إذ تخوض القيادة الإيرانية حربًا لا هوادة فيها لمنع الشعب الإيراني من الاطلاع على ما يجري داخل إيران أو في العالم لكنها حرب خاسرة. وفي حين تلجأ إيران إلى الأقمار الصناعية لتنقل الأقنية التي تمولها وتنشر آيديولوجيتها، مثل «العالم» و«المنار» و«الميادين»، فإنها تريد أن تحرم الشعب الإيراني من الخروج من الإطار «الفكري» الذي وضعته هذه القيادة، إذ في اجتماع لـ«العفة والحجاب» عقد في 13 من الشهر الماضي، قال قائد شرطة طهران إن السلطات الإيرانية صادرت خلال السبعة أشهر الماضية 713.546 من الصحون اللاقطة، و923.299 من المحولات المنخفضة الضوضاء، و10.766 من الأدوات التي تسمح باستقبال الأقمار الصناعية. وأضاف أن السلطات اعتقلت 293 شخصًا بتهمة تركيب الصحون اللاقطة، وتم تفكيك أو تعطيل 40 عصابة متكفلة بتوفير الاتصال بالأقمار الصناعية.

في ذلك الاجتماع اتهم المسؤول الإيراني عباس جعفري دولت آبادي مسؤولين آخرين بإعاقة جهود الشرطة والسلطات، ومنعها من مصادرة الصحون اللاقطة غير القانونية وغيرها من المعدات، وقال إن 60 في المائة من الإيرانيين يستعملون الصحون اللاقطة، ويحاول مكتب المدعي العام اتخاذ كل الإجراءات لجمعها، لكن هناك من «يحرم» الشرطة من القيام بعملها. وأشار جعفري دولت آبادي إلى أن حيازة أي من المعدات المرتبطة باستقبال ومشاهدة القنوات الفضائية هي ضد القانون.

إن حيازة هذه المعدات لا تُعتبر ضد القانون فقط، فالقيادة الإيرانية تعتبرها ضارة بـ«الأخلاق» العامة. وكان الجنرال محمد رضا تقوي قائد قوات الباسيج قال في 16 يوليو (تموز) الماضي بعد حملة مصادرة 100 ألف من الصحون اللاقطة: «إن هذه القنوات تسبب الزيادة في نسبة الطلاق، والإدمان، وانعدام الأمن في المجتمع، وتتسبب أيضًا باضطراب الأطفال فيبتعدون عن التعليم، وتحت تأثيرها يصبح سلوكهم غير لائق». وتفرض السلطات الإيرانية غرامة بقيمة 2.800 دولار على كل شخص لديه معدات تلفزيونية فضائية.

ويسود اعتقاد لدى المتشددين في إيران، بأن البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية من الدول الغربية ودول الخليج العربي إنما هو جزء من حملة متعمدة لإشعال «الحرب الناعمة» ضد النظام الإيراني، وأن جميع البرامج موجهة وتهدف إلى تقويض دعم الشعب الإيراني للحكومة الإيرانية.

مقابل هذه المنع الداخلي، الذي يحرم الإيرانيين من التنفس خارج إطار آيديولوجية الجمهورية الإسلامية، تتطلع القيادة الإيرانية إلى الوصول إلى الفضاء لزيادة جهودها التجسسية التي تساعد في تثبيت تدخلها في الدول العربية.

إن زيارة وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان إلى طهران في 13 من الشهر الماضي بدعوة من نظيره الإيراني العميد حسين دهقان، كانت أحدث مؤشر على زيادة التعاون في مجالات الاستخبارات والتعاون بين البلدين ومحاذاة الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية في أوروبا وآسيا، وكذلك في الشرق الأوسط.

من المعروف أن إيران مهتمة بالحصول على الجيل الثالث من المقاتلات الصينية «تشنغدو» (J – 10B)، وأيضًا الطائرات الصينية من دون طيار، وصواريخ «كروز» المضادة للسفن والغواصات، وربما أيضًا على ترخيص يجيز لإيران تصنيع الدبابة الصينية (2000) وحتى الدبابة (3000).

وعلى الرغم من أنه لم ترد إشارة أثناء المناقشات الصينية – الإيرانية حول التعاون في المجالين العسكري والأمني، فإن التعاون في فضاء الأمن القومي أمر محتمل جدًا، إذ صار معروفًا، على سبيل المثال، أن شركة «سالران» الإيرانية للدفاع الإلكتروني وقعت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي اتفاقًا مع شركات الدفاع والفضاء الصينية للبدء في استخدام مواقع القمر الصناعي الصيني (بيدو) في الملاحة، ومعدات التوقيت على الصواريخ الإيرانية، والطائرات دون طيار، والقدرات العسكرية الأخرى، وهذا سيؤدي إلى تحسين دقة الصواريخ الإيرانية وفعاليتها وفتكها. ويعرف المتابعون والمحللون الاستراتيجيون في الشرق الأوسط والغرب جهود التحديث التي تبذلها إيران على مجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة لديها، وهي دلائل متزايدة على سعيها للتحول بعيدًا عن عقيدة عسكرية دفاعية باتجاه اعتماد أنظمة هجومية بغرض الإكراه والاعتداء.

مجالات التعاون العسكري والأمني بين الصين وإيران تأتي في شكل أقمار الاتصالات والمراقبة الأرضية ذات الدقة العالية. وتسعى إيران للحصول على قمر صناعي وطني للاستشعار عن بعد (National remote sensing satellite) والقمر الصناعي للاتصالات (National communications satellite). ويسود الاعتقاد بأن إيران تفكر في بناء قمرها الصناعي الوطني للاستشعار عن بعد الخاص بها، إنما تتطلع إلى مصانع أجنبية لإنتاج القمر الصناعي للاتصالات، وهناك حديث عن شركة صينية واحدة على الأقل مهتمة بتقديم عرض لهذا المشروع. وحتى في حال بناء إيران قمرها الصناعي الوطني للاستشعار عن بعد، فإن العلاقات الدفاعية والأمنية المزدهرة بينها وبين الصين يمكن أن تدفع الصين إلى توفير الخبرات المطلوبة والتكنولوجيا الرئيسية لمساعدة إيران في بناء هذا القمر الصناعي.

وفي حين أن نقل التكنولوجيا والخبرة هي السمة الرئيسية لأي علاقة دفاعية وأمنية، يمكن لعوامل أخرى أن تكون بالأهمية نفسها لبكين وطهران ودول أخرى. فعلاقة الاستخبارات تعني تبادل المعلومات الأمنية التي قد تشمل أيضًا توفير الصين لصور عالية الدقة من الأقمار الصناعية لإيران، وعلاوة على ذلك يمكن للبلدين تبادل البيانات الأمنية، والأساليب، وغيرها من المعلومات، حول تقنيات الفضاء المضادة والإجراءات وغيرها من المسائل الحساسة.

إذا حدث هذا، وعلى افتراض أنه لا يحدث بالفعل، فإن الآثار المترتبة عنه على أمن الشرق الأوسط ستكون جدًا مثيرة، إذا تبين أن لطهران إمكانية الوصول إلى بيانات حساسة دقيقة وخطيرة انطلاقًا من معلومات أمنية قدمتها الصين.

وحسب رأي أمنيين متابعين، ينبغي بالتالي أن يُنظر إلى هذه التطورات كجزء من تغيير سياسي في موقف الصين تجاه قضايا الشرق الأوسط، ولأن جزءًا كبيرًا من النفط الذي تعتمد عليه الصين يأتي من منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة، يظهر واضحًا أن الصين تتحرك ببطء إنما بثبات، لجهة موقفها الحيادي من الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

قبل عدة أسابيع، زار ضابط بحرية كبير من الجيش الشعبي الصيني دمشق بهدف تقديم الدعم الطبي للقوات العسكرية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، مما يشير أكثر وأكثر إلى أن الصين بدأت تتخذ مواقف غير حيادية.

إن العلاقة المتنامية مع إيران قد تكون دليلاً آخر على أن مشاركة الصين في مستقبل منطقة الشرق الأوسط لن تكون كما في السابق، مجرد علاقة عمل اقتصادي ومالي ونفطي لا غير.

إن ما يجري بين الصين وإيران هو نتيجة الاتفاق النووي بين الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وإيران. روسيا أيضًا على شراكة مع إيران داخل سوريا، وهي على تقارب مع الصين، لكن كما يبدو فإن الصين استغلت انغماس روسيا بالحرب في سوريا، فقررت التسلل لقطف الثمار الإيرانية التي أنتجها الاتفاق النووي. وفي هذا الصدد قد تسبق الصين، أوروبا وأميركا وروسيا في الاستثمارات الإيرانية. لكن هل ستقبل دول أوروبا والشرق الأوسط بأن تكون تحت تهديد مراقبة فضائية غير دفاعية تخوضها ضدها الصين وإيران؟

وهل سيُسمح للصين بالانفتاح العسكري على إيران على حساب الاستثمارات العربية الخليجية في محطات التكرير لديها، وانفتاح الأسواق العربية الخليجية لمنتجاتها؟ أما إيران اللاهثة وراء الأطباق الفضائية، فإنها في خططها تبحث عن كتم شعبها وتخريب حياة شعوب الدول المجاورة لها، «على أمل» التحكم في تلك الشعوب ودولها عبر صواريخ مصنوعة بتكنولوجيا من كوريا الشمالية، وأنظمة صواريخ روسية، وأقمار صناعية صينية. وشعار «الموت لأميركا» سيبقى ملتهبًا حتى لو أن شركة «بوينغ» الأميركية أعطت صفقة 80 طائرة. فقد أقر الأميركيون، ومعهم الغرب، بأنهم لا يتقنون «اللغة الفارسية»، وبالتالي لا يفهمون أبعاد ذلك الشعار!

نقلاً عن الشرق الأوسط