متحدثا في مؤتمر لمؤسسة فورورد ثنكنج .. نعيم: ما نراه من أزمة إنسانية في غزة هو قمة الهرم الجليدي فقط

قال الدكتور باسم نعيم رئيس مجلس العلاقات الدولية ووزير الصحة الفلسطيني السابق أنه لم يعد خافيا على أي كان، دخل فلسطين أو خارجها، فلسطيني كان أو أجنبي، الأزمات الانسانية التي يعيشها القطاع المحاصر. لو سألنا أحد اطفالنا اليوم لعدد هذه الأزمات عن ظهر قلب.

وفي كلمته خلال مؤتمر لمؤسسة فورورد ثنكنج حول الأزمة الانسانية في غزة الأربعاء الماضي، قال نعيم بأن رغم صغر غزة المحاصرة جغرافيا وضعف إمكانياتها الاستراتيجية، إلا أنه لم تخل طاولة اجتماعات محلية أو إقليمية أو دولية من بحث موضوعها وكيفية التعاطي مع ازماتها الإنسانية.

وقال نعيم ” أعتقد ان من فرض الحصار على القطاع ليس شخصا جاهلاً أو غبيا أو لا يعرف قيمة وخطورة ما يقوم به. فالحصار ظاهرة تاريخية استعملها الانسان منذ فجر التاريخ كأداة مهمة لإخضاع أخيه الانسان. وفِي التاريخ الحديث كثير من التجارب (كوبا، قبرص، العراق، إيران طبعاً مع الفارق في السياقات السياسية) والتي استمرت لعقود، بما يمكن للدارسين من معرفة ادق التداعيات لهذه الاداة. الحصار هو استمرار “الحرب” ولكن بأدوات ناعمة”.

وحمل نعيم الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن الحصار الظالم المفروض على القطاع بصفته الكيان المحتل حسب القانون الدولي، ولكنه أشار إلى أن مسؤولية المجتمع الدولي لا تقل عن “إسرائيل”، إن لم تفوقها، لأنه لولا الغطاء والدعم الدولي لما تمكن الاحتلال من فرض هذا الحصار، أو على الأقل بهذه القسوة وطوال هذه المدة.

المطلوب في المرحلة المقبلة

وأضاف نعيم بأن المطلوب منا اليوم هو تسليط الضوء على جوانب لم تذكر سابقا أو تأخذ حقها من البحث، أو على الأقل لم تأخذ القدر الكاف من اهتمام صناع القرار في الداخل والخارج، بدلاً من إعادة تكرار الأرقام والاحصائيات، مع أهميتها وخطورتها.

وأشار نعيم بأن ما يريده الفلسطينيون هو فك الحصار فورا وإعطاء الفلسطينيين الفرصة لحل مشاكلهم، وفتح المعابر، وطالب بدعم الأونروا لتتمكن من تلبية كل ما هو مطلوب منها لصالح اللاجئين.

وأضاف بأن المطلوب أيضاً هو مغادرة مربع الانقسام فورا وانجاز المصالحة وإعادة ترتيب بيتنا الفلسطيني واختيار قيادة جديدة لشعبنا

وأكد نعيم في نهاية كلمته بأن “إسرائيل” لن تتمكن من شطب الفلسطينيين وحقوقهم بمثل هذا الأدوات ولن يحميها ويحل مشكلتها الوجودية مثل هذا السلوك اللاإنساني، وان لم تنتهي المشكلة في أقرب فرصة فان الانفجار المجتمعي قادم في وجه الجميع وفِي كل الاتجاهات