بروفيسور العريان: يجب تفكيك المبادئ التي تساهم في قوة الكيان الصهيوني

خلال لقاء نظمه مجلس العلاقات الدولية..

بروفيسور العريان: يجب تفكيك المبادئ التي تساهم في قوة الكيان الصهيوني

عقد  “مجلس العلاقات الدولية – فلسطين” ندوة حوارية الخميس الماضي بعنوان ” كيف سينتهي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؟ قراءة استراتيجية وجيوبوليتيكية” استضاف فيها البروفيسور سامي العريان مدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية في إسطنبول.

وبدأ اللقاء بكلمة لرئيس مجلس العلاقات الدولية الدكتور باسم نعيم عرف فيها بالمجلس وقال إن اللقاء يهدف لمعرفة كيف يمكن لهذا الصراع أن ينتهي بعد سبعة عقود.

وقال نعيم بأن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في الداخل يحتم عليهم التواصل مع الخارج عبر وسائل التواصل عن بعد وهذا ما يعكف عليه المجلس في الوقت الحالي.

من جانبه بدأ ضيف اللقاء الدكتور سامي العريان بقوله إن القرآن أكد أن هناك صراعًا سيكون على هذه الأرض، ليس دينيًا في جوهره بل أن الإسلام ينظر لليهود على أنهم أهل كتاب وعاشوا في كنف الدولة الإسلامية التي وفرت لهم الحماية دومًا، بينما عانوا من الاضطهاد والتمييز والاقصاء داخل الأمم المسيحية في الماضي.

وأشار العريان إلى اثني عشر مبدأ استراتيجي يبقيان على دولة “إسرائيل” على حد تعبيره، وكلما تقلصت هذه العوامل والمبادئ كلما اقتربت نهاية هذه الدولة لأنها لا تستطيع البقاء وحدها بدون الأيديولوجية العنصرية.

 وعدد العريان هذه المبادئ، مثل الاستفراد أي حصر حقهم في الوجود في أرض فلسطين لهم وحدهم، وتجميع يهود العالم ليسكنوا فيها.

أما المبدأ الثاني فهو الاقصاء لغير ما هو يهودي، عبر إخراج الفلسطينيين وحرمانهم من حقوقهم، والثالث هو التوسع والاستيطان الإحلالي فدومًا ما كانت الحركة الصهيونية تسعى لأخذ المكاسب والتوسع وهذا ما وقع خلال حروب 1948 و1967.

أما المبدأ الرابع فهو فرض وقائع على الأرض، والخامس هو تأسيس دولة عسكرية يكون كل مواطنيها جنودًا في جيشها نظرًا لشعورها بالتهديد الدائم على بقاءها. أما المبدأ السادس هو الاعتماد على القوة العسكرية والسحق في القضاء على أعداءهم وهناك تراجع في هذا المبدأ حيث لم يستطيعوا حسم أي صراع منذ عام 1967.

أما السابع فهو احتكار السلاح النووي وقد تمكنوا من ذلك وهم يملكون الآن مئات الرؤوس النووية، والثامن هو بناء وخلق أجهزة أمنية في غاية الوحشية وهذا ما نراه في الضفة الغربية عبر تحكمهم في كل شيء هناك.

ربط الكيان بقوة دولية هو المبدأ التاسع، فالكيان ربط نفسه ببريطانيا وروسيا في الماضي والآن يربطها بالولايات المتحدة ذات النفوذ الكبير في العالم والمنطقة، وهذا يعني أنه إذا تم قطع هذه العلاقة – وهذا أمر ليس بمستحيل – فسيضعف هذا الكيان.

والمبدأ العاشر، على حد العريان، هو الحفاظ على اليهودية واليهود حول العالم، وفشلت الحركة الصهيونية في جمع كل يهود العالم بل إن بعضهم يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني، وكثير منهم غير راغبين بالتواجد في هذه الدولة.

أما المبدأ الحادي عشر فهو الحرص على إبقاء أعدائهم مفرقين وهذا ما يحرصون عليه الآن بالنسبة للفلسطينيين، أما المبدأ الأخير فهو ان تكون “إسرائيل” المهيمن الإقليمي وهذا لا يتم إلا من خلال تحالفها مع الأقليات والديكتاتوريين.

وتطرق الدكتور العريان في نهاية اللقاء إلى سيناريوهات إنهاء الصراع مقسمًا إياها إلى ثلاث، وهي إما حل الدولتين وهو الحل الذي يعترف به العالم والموقف الرسمي الفلسطيني، أو الدولة الواحدة وهو الأمر الذي ترفضه “إسرائيل” لأنه سيؤدي في النهاية للقضاء عليها، أو نظام الفصل العنصري وهو أمر سيديم الصراع ولن يخضع الطرف المظلوم لهذا الحل وسيستمر في مقاومته.

وأوصى العريان في ختام اللقاء بالتفكير في كيفية إضعاف هذه المبادئ الاثني عشر، ورأى بأن التغيير في موازين القوى العالمية والإقليمية والخلافات الداخلية الإسرائيلية وحركة التضامن العالمي ضد العنصرية، كل تلك العوامل ستساهم في إضعاف هذا الكيان.