في حفل إشهار حضره قادة بارزون في الحركة
“مجلس العلاقات” يصدر ترجمة لكتاب “سياسة حماس الخارجية”
أصدر مجلس العلاقات الدولية– فلسطين ترجمة لكتاب “سياسة حماس الخارجية.. تحديات وآفاق” لكاتبه داود عبد الله، في حفل إشهار حضره قادة بارزون في حركة حماس، ونخبة من الشخصيات البارزة، وعلّق عليه كتاب ومحللون ومختصون.
وحضر الحفل وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق وعضو المكتب السياسي لحماس د.محمود الزهار، ورئيس مكتب العلاقات الدولية في حماس د. موسى أبو مرزوق، ومدير مؤسسة فوروررد ثينكنج البريطانية “أوليفر مكتيرنان”، ولفيف من الكتاب والمحللين وقادة فصائل فلسطينية.
ورحب رئيس مجلس العلاقات الدولية د. باسم نعيم بالحضور المميز، مؤكدًا أن الكتاب مهم ويستحق النقاش؛ “لأن حماس باتت فاعلًا أساسيًا، ومقررًا في الشأن الفلسطيني، وكذلك الشأنين الإقليمي والدولي”.
وكان مجلس العلاقات الدولية قد عمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية على ترجمة الكتاب، وكلف ثلاثة مختصين في العلوم السياسية بقراءته لتقديم مراجعة حوله في حفل الإشهار الذي عُقد في مدينة غزة أمس الثلاثاء.
من جانبه؛ قال د. الزهار إن حركة حماس استخدمت وسيلتين في علاقاتها الخارجية، وهما التواصل الشخصي والدبلوماسي، مضيفًا أن “نجاح المقاومة كان له صدى في الغرب، ودلل على أن الحركة ليست إرهابية، بل تبحث عن الحرية وتحرير أراضيها”.
وذكر الزهار أنه يجب استثمار الكتاب؛ “لأخذ الدروس في كيفية العمل على رفع الحركة من قوائم الإرهاب”، معرجًا على أحد توصيات الكتاب وهي أن يكون للحركة سفير في كل دولة، وكذلك إحداث اختراقات في ربط علاقات دولية وبرلمانية جديدة.
بدوره، أكد د. موسى أبو مرزوق أن الحركة تعمل ضمن استراتيجية شاملة منذ الثمانينات، وهو ما جعلها قادرة على التصدي للهجمة الغربية والإسرائيلية، مشيرًا إلى أن نصف علاقاتها الخارجية غير ظاهرة.
أما عن الاختلاف في صفوف الحركة فيما يتعلق ببعض القضايا الخارجية، فاعتبر أبو مرزوق أن “الاختلاف عادة ما يكون قبل اتخاذ القرار، ولكن بعد اتخاذه يلتزم الجميع فيه، المعارض قبل المؤيد”.
وشدد على أن اتهام حماس بالإرهاب “كذبة” لابتزاز الدول في تعاملها مع الحركة، مؤكدًا أن الشرعية الدولية بها تشققات، وأن الحركة قد عرّجت على ذلك الأمر في وثيقتها السياسية، التي قال إنه “كان أحد الذين أشرفوا على صيغتها”.
وترجم الكتاب رئيس قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة الإسلامية بغزة د. مشير عامر، الذي قال إنه -الكتاب- يتناول محطات رئيسية في السياسة الخارجية لحماس، معتبرّا أنه يشكل إضافة نوعية للمكتبة العربية والفلسطينية، “خاصة في ظل ندرة المؤلفات المتعلقة بسياسة الحركة الخارجية”.
وأضاف عامر أن مضيفًا أن الكتاب يتميز بأسلوب لغوي سلس ومباشر ويميل إلى التكرار ليعزز وصول الأفكار للقارئ، مشيرًا إلى أن كاتبه د. داوود عبد الله صحفي وسياسي مخضرم، ذو علاقات واسعة وحريص على استقاء المعلومات من مصادرها.
من جهته، قال أوليفر مكتيرنان إنه عرف الكاتب منذ 20 عامًا كونه أحد أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، “والتي هي قضية أخلاقية بامتياز، وقد حاول الكاتب إظهار عدالتها”.
وأضاف أن الكاتب حاول إظهار أن حماس جزءًا من الحالة الفلسطينية وأنها جزءًا من الحل وليس المشكلة، مؤكدًا أن حماس لم تكن تخطط لتأسيس دولة ثيوقراطية بل دولة مدنية ذو خلفية إسلامية.
أما د. يوسف رزقة وزير الإعلام الأسبق والمستشار السابق لرئيس الوزراء، فقال إن الكتاب يعرض قراءة متأنية موضوعية، ولا يخلو من تعاطف الكاتب مع الحركة، وفيه عرض للمعوقات الأمريكية ومنظمة التحرير أمام مسار الحركة.
وذكر رزقة أن الكاتب كشف عن أهمية انتخابات 2006؛ كونها مهدت علاقات مع جهات عدة، وقد تميز بالدقة والموضوعية في التسلسل التاريخي، “كما أنه لاحظ نزاعًا في سياسة حماس بين المثالية والواقعية وقارب ذلك في المسألة السورية”.
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة د. حسام الدجني، فقال إن الكتاب وصف بشكل رائع السياق التاريخي لعلاقات الحركة الخارجية، وأن أهم تحدٍ تناوله الكاتب هو تطوير استراتيجية دبلوماسية متكاملة ومتوازنة توجه رسالتها إلى صانعي السياسات في الحكومات الأوروبية.
وعرّج الدجني على أبرز ما خلص له الكتاب، مثل تأهيل كادر دبلوماسي، وإحداث توازن في الخطاب بين العمل المقاوم والبحث عن السلم، وضبط الخطاب الإعلامي بين المكونات القيادية.
وفي كلمته، قال أستاذ العلوم السياسية د. عدنان أبو عامر إن الكتاب بحاجة إلى تقديم استخلاص بأن حركة بعمر ثلاثة عقود بحاجة إلى وجود علاقات أكبر من ذلك، وكذلك إلى تسليط الضوء على وثيقة حماس 2017 التي لم يتطرق لها الكاتب لتجنب إشكالية ذاتية أو صعوبة تسوق لها حماس في التعامل مع المجتمع الدولي.
وأشار أبو عامر إلى أن الكتاب صدر في العام 2020، ومن ذلك الحين حدثت الكثير من التغيرات الدولية الكبيرة، قدمت خلالها حماس قدمت خطابًا سياسيًا متقدمًا ونوعيًا بحاجة لتسليط الضوء عليه بشكل أكبر.